
محمد المكي أحمد:
ردت قطر ردا ساخنا على تهديدات، أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن وجود قادة حركة حماس في الدوحة، ووصفت تصريحاته بأنها ” متهورة”.
وكان نتنياهو قال يوم الأربعاء الماضي” قطر تؤوي إرهابيين” و ” أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين،إما أن تطردوهم أو تسلموهم للعدالة ، لأنكم إن لم تفعلوا ذلك، سنفعلها نحن”.
ووصفت قطر تصريحات نتانياهو بانها “محاولة مشينة لتبرير الهجوم الجبان الذي استهدف الأراضي القطرية” وشجبت “التهديدات الصريحة بانتهاكات مستقبلية لسيادة الدولة”.
استضافة مكتب حماس
وقالت وزارة الخارجية القطرية ، في بيان، أصدرته صباح اليوم “إن استضافة مكتب حركة حماس تمت في إطار جهود الوساطة التي طُلبت من دولة قطر، من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وأضافت أن نتنياهو يدرك تماما أن لهذا المكتب دورا محوريا في إنجاح العديد من عمليات التبادل والتهدئة التي حظيت بتقدير المجتمع الدولي، وأسهمت في التخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين الذين يواجهون ظروفا إنسانية مأساوية منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت الدوحة أن المفاوضات ( في إطار الوساطة) كانت تعقد بشكل رسمي وعلني، وبدعم دولي، وبمشاركة وفود أمريكية وإسرائيلية، وأن محاولة نتنياهو الإيحاء بأن قطر كانت تؤوي وفد حماس سرا لا تفهم إلا كمسعى يائس لتبرير جريمة أدانها العالم أجمع.
ورأت وزارة الخارجية أن : ” المقارنة المغلوطة مع ملاحقة تنظيم القاعدة بعد الأحداث الإرهابية في 11 سبتمبر، فهي محاولة بائسة جديدة لتبرير ممارساته الغادرة، إذ لم تكن هناك وساطة دولية يشارك فيها وفد تفاوضي من تنظيم القاعدة تتعامل معها الولايات المتحدة بدعم دولي في سبيل إحلال السلام بالمنطقة”.
تصريحات غير مستغربة من نتنياهو
وقالت قطر في بيانها إن مثل هذه التصريحات لا تستغرب من شخص يعتمد على خطاب متطرف لحشد الأصوات الانتخابية، ومطلوب للعدالة الدولية ويواجه عقوبات متزايدة يوميا، ما يعمق من عزلته على الساحة العالمية.
كما نوهت إلى أنه في المقابل، يكشف التضامن الدولي الواسع مع دولة قطر أن التهديدات الرعناء الموجهة ضد سيادة الدول مرفوضة جملة وتفصيلا.
مواصلة دور الشريك الدولي الموثوق
وشددت وزارة الخارجية على أن دولة قطر، على الرغم من محاولات نتنياهو للنيل من مصداقيتها وجهودها، ماضية في القيام بدورها كشريك دولي موثوق ونزيه من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وستتخذ كافة التدابير اللازمة للدفاع عن سيادتها وأراضيها، ولن تدخر جهدا في مواجهة أي مساع للمساس بمكانتها ودورها. كما ستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو ووقف ممارساته المتهورة وغير المسؤولة.
كما جددت وزارة الخارجية، التزام دولة قطر الراسخ بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته عبر رفض خطاب نتنياهو التحريضي والإسلاموفوبي، ووضع حد لمحاولات التضليل السياسي التي تقوض جهود الوساطة وتعطل مساعي تحقيق السلام