بريطانيا و أوروبامقالات

رسالة جديدة وفرصة للتعلم .. حزب العمال يختار ستارمر زعيماً

محمد المكي احمد:

اختار حزب العمال البريطاني اليوم (٤ ابريل ٢٠٢٠) كير ستارمر زعيما جديدًا للحزب خلفا لجيريمي كوربن.

اختيار زعيم جديد للحزب يشكل حدثًا تاريخيًا مهمًا في بريطانيا بعدما تراجعت شعبية الحزب وتلقى ضربة موجعة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في ديسمبر ٢٠١٩ اذ تحول كوربن – رغم مواقفه المؤيدة لقضايا عادلة في المنطقة والعالم -الى مصدر خلاف داخل الحزب والمجتمع البريطاني.

أرى أن سياسات كوربن وخطابه السياسي والإعلامي (خصوصا بشأن مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي) كان وراء تلك الخسارة الكبيرة التي جاءت لتشكل دعمًا قويًا لزعيم حزب المحافظين رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون الذي يتمتع الآن بأغلبية برلمانية( نال حزبه 326 مقعدا من مقاعد مجلس العموم التي يبلغ عددها 650 مقعدًا).

أمام ستارمر تحديات عدة يأتي في صدارتها -كما اكد في وقت سابق- اعادة بناء الحزب .

أمامه الآن فرص واسعة في هذا الشأن ، وهو يوصف بأنه (وسطي) وقد تساعده خلفيته القانونية في ذلك إذا كان محاميا في مجال حقوق الإنسان.

لوحظ ان المنافسة على زعامة حزب العمال خاضتها أيضا امرأتان من الشباب وهما رييكا لونغ بايلي (٤٠ عاما)وليزا لاندي (٤٠ عاما) ما يعني ان الحزب (كما هو حال احزاب أخرى) يحرص على تجديد الدماء لمواكبة الجيل الجديد بعقليته الجديدة .

المتوقع ان يتخذ زعيم حزب العمال الجديد سياسات وأساليب عمل جديدة تبعد الحزب عن الخطاب المثير للجدل والخلافات حتى داخل الحزب،ويتوقع أن يشكل فوزه مصدر ارتياح وقلق أيضا لرئيس الحكومة بوريس جونسون.

اي أتوقع ان يتعاون كير ستارمر مع بوريس جونسون بشأن القضايا الكبرى، ما قد يكسب حزب العمال مساحات قبول في بعض دوائره التي خسرها في الانتخابات الأخيرة، أما مصدر القلق لدى جونسون فيكمن في ان امام زعيم العمال (٥٧ عاما) فرصا لاصلاح أوضاع حزبه لمنافسة المحافظين بقوة في انتخابات مستقبلية.

خلاصة المشهد ان الديمقراطية البريطانية تتعزز بمثل هذه الانتخابات الحزبية وتبدو اكثر رسوخًا وقوة في بلد يعتبر قلعةكبرى من قلاع الحرية والعدالة في العالم.

امام الدول والأحزاب في الإقليم والعالم الثالث عمومًا وفي السودان الذي يتطلع شعبه الى بناء مجتمع ديمقراطي عادل اوسع فرص التعلم من عراقة التجربة البريطانية،اي ان امام قيادات الأحزاب فرصا لقراءة المشهد في سبيل اصلاح أحزابها وفتح فرص القيادة للشباب من الجنسين.

الدول كما الشعوب تتعلم إذا ارادت ان تواكب روح العصر وتحترم الإنسان وحقوقه المشروعة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *