
محمد المكي أحمد:
رسائل رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن / عبد الفتاح البرهان، التي أطلقها أمس (١٩ أبريل ٢٠٢٠) مهمة، وتحمل دلالات إيجابية، تعكسها مضامين الخطاب ، وتوقيت الرسائل، وموقع اطلاقها،والجهات التي وصلت الرسائل الى بريدها،محليًا، وخارجيًا أيضا(السعي لحل خلافات حدودية).
البرهان اختار مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بحضور نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو وعدد من القادة.
المشهد يقول لمنسوبي الجيش والأجهزة الأمنية والشعب ودول الإقليم والعالم أننا (على قلب رجل واحد) .
أبرز عناوين رسائل البرهان تكمن في(تعاهدنا مع الشعب،وهو صاحب الإرادة ،وهو جاء إلينا في القيادة، وأملى علينا لنقف هذا الموقف).
في هذا السياق وجه رسالة قوية وواضحة الى عناصر النظام السابق ،وقال( أي زول عنده رغبة، يريد عودة النظام السابق نحن ضده ولن نسمح بذلك).
هذه الرسالة جاءت بعدما حاولت بعض العناصر التابعة للنظام الديكتاتوري المباد إيصال رسالة الى البرهان بتظاهرات صغيرة (في زمن الطواريء الصحية بسبب فايروس كورونا) وبأساليب أخرى، اذ دعته الى الانقلاب على ثورة الشعب وإصدار (البيان الأول) ،وكأن الرجل ومن معه لا يعرفون أنهم مستهدفون من تلك العناصر وقياداتها التي تتآمر على خيار الشعب .
الرسالة الى (أي زول يريد عودة النظام السابق نحن ضده ولن نسمح بذلك) و(ملتزمون بشراكتنا،وسنمضي بها،والشعب هو صاحب الإرادة ) تؤشر الى ان البرهان اكتفى بإطلاق الرسالة من دون الخوض في التفاصيل، لكن الرسالة تحمل في طياتها استمرار تآمر عناصر تابعة أو داعمة للنظام الديكتاتوري السابق ، وسعيها المتواصل الى هز استقرار الأوضاع في السودان بطرق عدة، أمنية واقتصادية، وسياسية، وإعلامية .
حديث البرهان عن (قومية) المؤسسة العسكرية والأمنية وتماسكها عكس موقفا إيجابيا ، و يؤشر في الوقت نفسه الى حجم التحديات التي تحتاج الى ترسيخ (القومية) بإعادة بناء تلك المؤسسات،بعدما خضعت على مدى ثلاثين عاما لنهج (التمكين) الذي شمل كل الميادين والساحات .
استمعت لرسائل البرهان ثلاث مرات،
وأرى أنها شفافة وحاسمة وحازمة ، لكن المحك يكمن في اقتران الأقوال بالأفعال.
أي أن الوفاء لدماء شهدائنا وجرحانا ومفقودينا يحتاج الى التماسك والتناغم والعمل الجماعي المتفق عليه بين مجلس السيادة بمكونيه العسكري والمدني والحكومة وقوى الحرية والتغيير، بعيدا عن أي تحرك أحادي يثير الانقسام .
الشعب ، الرائع، الصابر،صانع الثورة، يتطلع الى ان يلمس (ثمار) التكامل بين أدوار مؤسسات السلطة الانتقالية في كل المجالات،المدنية والعسكرية .
هنا التحدي الأكبر… وهذا مفتاح النجاح .