السودانبريطانيا و أوروبامقالات

جراحة في حنجرة الصوت (القديم) 

محمد المكي أحمد:

بعد التوكل على (بديع السموات والأرض)ً سأخضع  اليوم الجمعة ١٤ يناير ٢٠٢٢ لعملية جراحة في مستشفى  بلندن  ،بشأن مشكلة في صوتي ،  عانيت منها منذ فترة ،وكنت أشرت اليها في مقالين ،في وقت سابق .

عملية الجراحة وفقا   للاستشاري  الجراح  دكتور  فرانسيس فاز (كبيرة)   اذ أنها تركز على الحنجرة التي أصابتها علة سرطانية.

أسأل  (فالق الحب والنوى) انجاحها والشفاء، وأن تكون كفارة للذنوب وزكاة للجسد، وتزكية للنفس ، ورفعا لدرجات، ونجاحا  في امتحان الصبر على الابتلاء، اذ أنني أحب دوما أن أقول في أوقات الشدة  (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله أعلم وأنتم لا تعلمون)  .

أحمد الله وأشكره ، فإيماني  لا يتزعزع بقوله تعالى (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)

لكن لا أخفي أن هذه لحظات صعبة ،  حينما يحس  أي إنسان  بمرارة فراق أسرته،  وما يعنيه تشتيت شمل كان مجتمعا ومستقرا .

إنها   ضربة موجعة ، لكن  ما يريح الفؤاد أن أسرتي الصغيرة والكبيرة ، لم تنكسر ،كانت ومازالت صامدة ورائعة، بتضامنها، وتماسكها ومشاعرها ،  ودموعها الصادقة الدافئة .

يواكبون مع أهل وأصدقاء وزملاء وحبيبات  الوطن  وأحبابه من   الوان طيف سوداني جميل ،    ما تؤشر  اليه  جراحة  في الحنجرة .

من على البعد، يصلني الدعاء ، ونبض    ودقات قلوب   خضراء ، مشحونة بأجمل الدعاء المنساب  أولًا من قلب اشراقة (أم أيمن) الحافظة  والدارسة لأجزاء عدة من القرآن الكريم،وهي تستعد حاليا لختم القرآن وحفظه كاملا   .

أعرف أنها صاحبة دعوة من القلب ،وهناك دعوات ودقات قلوب أيمن وأحمد وأمنية ،هم في رأيي أبناء   السودان وقطر ، في الدوحة ولدوا وشبوا عن الطوق،وخبروا حتى  لهجمة أهل البلد  وايقاعات أغنياتهم ،  وكانوا درسوا  حتى المرحلة الثانوية في مدارس الدوحة الجميلة بنبض أهلها ، ونضار ها، قبل أن  يطرقوا منذ سنوات أبواب جامعات خارجها ،  وتخرجوا فيها ،والحمد لله.

رغم ذلك هناك في الأفئدة ،وفي فؤادي   جراح غائرة ، لا يداويها سوى  الايمان بالله وإرادة انسانية،فولاذية لا تلين،خصوصا أنني لم افقد الأمل ، ولم تتوقف  خطواتي  في سبيل جمع الشمل ،   إذ ما زلت أسعى  الى عناقهم في لندن ، اذا كان في العمر بقية ،

أكرر وأجدد   الحمد والشكر  لله  على ما حبانا به من نعم كثيرة،أهمها  الايمان بالقضاء والقدر  والقناعة بالحال ،وبين  النعم  الجميلة صوتي (القديم) والحمد لله.

ما أروع قول القائل (لا شيء أجمل من قول الحمد لله،تهبك راحة،وتزيدك خيرا).

أسال الله أن يشفى جميع  المرضى، وبينهم زملاء وأصدقاء أعزاء  وكل الناس، وأن يحفظ الجميع من دون استثناء  ،وأن يجمع شمل  من فرقتهم دروب الحياة  ومآسيها.

أسأل الله أن ينصر شباب السودان من الجنسين وكل  شعبنا السوداني والشعوب المتعطشة للحرية والعدالة والانصاف.

قبيل إجراء عملية الجراحة  في مصدر  الصوت  (القديم) استرجعت  بعض  الوقائع ، فأطل بوح  (الحنجرة  القديمة) .

إنها حنجرة التفاعل ،المتفاعلة مع  أهلنا في  السودان  ومع  تطلعاته المشروعة قبل  ثلاثين عاما .

 في يوم عملية الجراحة   أهدي  لجان المقاومة والمهنيين وقوى الثورة السودانية  وشعبنا الرائع باختلاف ألوان الطيف السوداني نبرات صوتي  (القديم)وأعتقد بأنه   لم يلبس الحق بالباطل ولم يكتم ما يراه حقيقة ،ولم ينافق ديكتاتور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *