أخبار وتقاريرأميركاالخليجالسودانسوريافلسطينقطرلبنانمصر

تميم: شعب السودان  يعاني من أزمة غير مسبوقة وندعو جميع الأطراف إلى حوار شامل

أكد دعم جهود إقليمية ودولية بشأن السودان و ندد بالإعتداء الإسرائيلي "الغادر" و"إرهاب الدولة" وقال" يزورون بلادنا ويخططون لقصفها" وأعلن دعمه لسوريا ولبنان وأشاد بتطورات إيجابية في دمشق وبيروت

محمد المكي أحمد:

إتسم خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،  في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، باعلان مواقف ، تُعبًر عن مرتكزات سياسة  واضحة ، تتمسك بها الدوحة في مرحلة هي من أصعب المراحل وفي  أدق الظروف .

وتميز الخطاب بتناوله قضايا عدة، شملت أهداف الإعتداء الإسرائيلي ” الغادر” على الدوحة، وتمسك الدوحة بدورها في مجال الوساطة،  وأدوارها التي سعت وتسعى لإطفاء حرائق مشتعلة  في دول عدة، بينها السودان .

ومثلما تناول الأوضاع في سوريا ولبنان ، سجل السودان حضورا  حيويا في خطاب الأمير.

وقال “بالنسبة للسودان الشقيق، فإن شعبه ما زال يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة استمرار العنف” وأضاف “نحن ندعو مجددًا جميع الأطراف إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا، والانخراط في حوار شامل يقود إلى سلام مستدام، ويحفظ وحدة السودان واستقلاله وسيادته، ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية”.

وأعلن “دعمنا للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق هذه الغاية”.

الإعتداء الغادر على قطر

وبشأن الإعتداء الإسرائيلي على قطر،  قال لقادة العالم في نيويورك  :”تعلمون  إن الدوحة تعرضت يوم 9 سبتمبر ( 2025)  إلى اعتداء غادر استهدف خلاله اجتماع للوفد المفاوض لحركة حماس في مسكن أحد أعضائه في حي سكني يضم مدارس وبعثات دبلوماسية”.

وأضاف ” سقط جراء هذا العدوان ستة شهداء من ضمنهم مواطن قطري يخدم في قوة الأمن الداخلي -لخويا-، وأصيب ثمانية عشر بجراح”.
ووصف الشيخ تميم ” هذا العدوان” بأنه ” انتهاك خطير لسيادة دولة، وخرق سافرً وغير مبرر للأعراف والمواثيق الدولية؛ لكن العالم بأسره صدم أيضًا بسبب ملابسات هذه الفعلة الشنعاء التي صنفناها إرهاب دولة”.

وقال “خلافًا لادعاء رئيس حكومة إسرائيل، لا يدخل هذا العدوان ضمن حق مزعوم في ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا، بل هو اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، وتبذل منذ عامين جهودًا مضنيةً من أجل التوصل إلى تسوية توقف حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

عدوان لقتل سياسيين

ورأى أن العدوان “هو أيضًا محاولة لقتل سياسيين أعضاء وفد تفاوضه إسرائيل، وهم عاكفون على دراسة ورقة أمريكية للرد عليها. فكما تعلمون، تستضيف قطر، بصفتها دولة وساطة، خلال المفاوضات وفودًا من حركة حماس وإسرائيل”.

إنجازات الوساطة  القطرية المصرية الأميركية

وعن انجازات الوساطة ، قال إنها  أنجزت فعلًا بالتعاون مع الشقيقة مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحرير 148 من الرهائن، وقد واصلنا الوساطة مع أن إسرائيل ألغت الهدنة الأخيرة من طرف واحد دون تقديم أي مبرر، يحدونا في ذلك الأمل بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية وتحرير أسرى فلسطينيين”.

” يزورون بلادنا ويخططون لقصفها”

وفي تعبير غاضب ومستهجن لمرتكبي العدوان، قال “يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها، من الصعب التعامل مع هذه الذهنية التي لا تحترم أبسط المبادئ في التعامل بين البشر”.

وتابع: إن “توقع تصرفات أصحابها يكاد يكون مستحيلًا. أليس هذا هو تعريف الحكومة المارقة؟ لا يسعى طرف لاغتيال الوفد الذي يفاوضه إلا إذا كان هدفه إفشال المفاوضات. وما المفاوضات عنده إلا مواصلة للحرب بطرق أخرى، ووسيلة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي.”

الهدف الحقيقي لرئيس الحكومة الإسرائيلية

وقال “إذا كان ثمن تحرير الرهائن الإسرائيليين هو وقف الحرب، فإن حكومة إسرائيل تتخلى عن تحريرهم، فهدفها الحقيقي هو تدمير غزة، بحيث يستحيل فيها السكن والعمل والتعليم والعلاج، أي تنعدم مقومات الحياة الإنسانية، وذلك تمهيدًا لتهجير سكانها، و لهذا السبب يريد رئيسها مواصلة الحرب”.

وأضاف إنه  (رئيس حكومة إسرائيل) يؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكاملة، وهو يعتبر أن الحرب فرصة لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، كما يخطط لعمليات ضم في الضفة الغربية.

ورأى أنه  لم يعد هناك شك في أن التطهير العرقي وتغيير واقع المناطق المحتلة، بل وفرض وقائع جديدة على الإقليم هو هدف هذه الحرب.

أهداف الإعتداء على دولة خليجية

وأكد الأمير أن “الاعتداء الغادر على سيادة دولة خليجية على بعد آلاف الأميال بيًن  أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يتباهى بأنه غير وجه الشرق الأوسط في العامين الأخيرين، يقصد فعلًا أن تتدخل إسرائيل حيثما شاءت ومتى شاءت، إنه يحلم أن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية”.

ولفت إلى أن  الدول العربية والإسلامية  التي تنادت وعقدت مؤتمر قمة في الدوحة حذرت من عواقب هذا الوهم الخطير”.

وقال تميم إن ” إسرائيل ليست دولةً ديمقراطيةً في محيط معاد كما يدعي قادتها، بل هي في الحقيقة معادية لمحيطها، وضالعة في بناء نظام فصل عنصري وفي حرب إبادة. ويفتخر رئيس حكومتها أمام شعبه أنه منع قيام دولة فلسطينية، ويعده أن الدولة الفلسطينية لن تقوم مستقبلًا، وإنه يتباهى بمنع تحقيق السلام مع الفلسطينيين وبأنه سوف يمنع تحقيقه في المستقبل.”

إسرائيل تريد فرض إرادتها

وأشار أمير قطر إلى أن إسرائيل محاطة بدول إما وقعت اتفاق سلام، أو ملتزمة بمبادرة السلام العربية. ولكنها لا تكتفي بالتسويات والهدن، حتى تلك القائمة على موازين قوى مختلة، بل تريد أن تفرض إرادتها على محيطها العربي. وكل من يعترض على ذلك هو في دعايتها إما إرهابي أو معاد للسامية. وهذا ما أصبح الرأي العام حتى في الدول الحليفة لإسرائيل يدركه ويرفضه.

إشادة بالتضامن العالمي مع قطر

وعن التضامن العالمي  مع بلاده ، قال: “ها نحن نشهد نشوء حركة تضامن عالمية تشبه الحركة العالمية ضد نظام الفصل العنصري في القرن الماضي”.

وأعرب  عن تقديره للتضامن العالمي مع قطر، بما في ذلك بيان مجلس الأمن الذي أدان العدوان بإجماع أعضائه”.

الوساطة وحملات التضليل

وعن دور الدوحة في الوساطة ، قال ” انخرطنا في وساطة شاقة لوقف الحرب، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وواجهنا حملات تضليل ضد الجهود التي نبذلها، لكن تلك الحملات لن تثنينا عن مواصلة جهودنا بالشراكة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية”.

وشدد على أن ” قناعتنا راسخة بأنه لا يمكن تحقيق السلام في منطقتنا دون اتخاذ المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن موقفا حازما بالانتقال من انقياده لإيقاع الاحتلال في فرض الوقائع في حروبه المتتالية، إلى حل القضية الفلسطينية على أساس إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والسماح للشعب الفلسطيني بممارسة حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي”.

إشادة  بدول اعترفت بدولة فلسطين

وأشاد  تميم  بالدول التي اعترفت بدولة فلسطين. ورأى أن هذه الاعترافات تكتسب أهمية معنوية إذ تبعث برسالة مفادها أن العنف والمزيد من العنف لا ينجح في تصفية قضية عادلة مثل قضية فلسطين. ونحث باقي الدول على الاعتراف بدولة فلسطين.

ولفت إلى دور بلاده في  حل أزمات أخرى كالحرب في أوكرانيا والحروب في إفريقيا. وقال إنها أثمرت المثابرة في هذه الجهود مع شركائنا في القارة الإفريقية عن خطوات نوعية نحو إحلال السلام، كان أبرزها التوقيع على إعلان المبادئ في الدوحة بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة 23 مارس.

وأشار إلى أن ذلك جاء دعما لمسار تقوده الولايات المتحدة وأدى  إلى اتفاق سلام شامل في شرق تلك البلاد، وأكد أن دولة قطر ستظل شريكا فاعلا في المجتمع الدولي لحل المنازعات بالطرق السلمية واقتناص الفرص لإحلال السلام العالمي.

موقف قطر الداعم لتطلعات الشعب السوري

وتناول الأوضاع في  بعض الدول في المنطقة، التي قال إنها تعاني من غياب الاستقرار والأمن، ولكنه قال إن  ما يبعث على الأمل حدوث بعض التطورات الإيجابية.

وأشار إلى “سوريا الشقيقة” وقال إنها ” تشهد منذ أواخر العام الماضي مرحلةً جديدة، نأمل أن تكون بداية مسار نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري في الاستقرار والتنمية وسيادة القانون، وذلك بعد أن طويت صفحة قاتمة من تاريخ وطنه”.

ولفت إلى مواقف قطر، وقال إنها وقفت إلى جانب الشعب السوري على نحو مثابر طوال السنوات السابقة، وكنت أذكر بقضيته من على هذا المنبر حتى حين بدا وكأنها أسقطت من جدول أعمال السياسة الدولية.

ودعا المجتمع الدولي إلى  استغلال الفرصة المتاحة حاليًا للوقوف إلى جانب سوريا لتتجاوز هذه المرحلة الانتقالية بنجاح ويحظى السوريون بحياة طبيعية بعد عقود من المعاناة.

وأكد في هذا الأطار أن  التجربة علمتنا في بلدان عربية أخرى أن بناء مؤسسات الدولة وكذلك إرساء العلاقات بين الدولة وعموم الناس على أساس المواطنة المتساوية مع احترام التنوع الديني والإثني والثقافي، يكتسبان أهميةً قصوى في هذه المرحلة.

سوريا وضرورة نبذ الطائفية والعنف

وشدد على أن دولة قطر لن تدخر وسعًا في تقديم الدعم اللازم للشقيقة سوريا. وقال: إنني على ثقة بقدرة الشعب السوري على التغلب على مصاعب المرحلة الانتقالية ونبذ الطائفية بأشكالها كافة والعنف وعناصر الشقاق الأخرى، ورفض التدخل الخارجي، ولا سيما المحاولات الإسرائيلية لتقسيم سوريا، والتصرف وكأن المناطق الواقعة في جنوب دمشق هي مناطق نفوذ إسرائيلية.

دعم لبنان

وعن “لبنان الشقيق”،  قال إنه  شهد تطورات إيجابيةً تمثلت في انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية وتعيين دولة الدكتور نواف سلام، رئيسًا للحكومة، مما يشكل خطوةً هامةً نحو استقرار الأوضاع في البلاد.

وأضاف “أن دولة قطر تواصل الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه ومؤسساته ودعم الجيش اللبناني، ونؤكد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، ووقف تدخلها في شؤون لبنان الداخلية”.

القمة العالمية للتنمية الإجتماعية

وأعلن أن الدوحة  سوف تستضيف مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، خلال الفترة من 4-6 نوفمبر 2025. ودعا قادة الدول  لحضور المؤتمر.

ولفت إلى ما وصفه بـ  ” النجاحات التنظيمية التي حققتها دولة قطر على مر السنوات، وأنه بناء على هذا الإرث الراسخ قدمت ملف ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036، إيمانا منا بأن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل جسر يربط بين الشعوب، ومنصة لترسيخ قيم السلام والتفاهم:.

وقال : “لقد  أثبت تنظيمنا لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أننا قادرون على جعل الأحداث الرياضية الكبرى ساحة للتواصل والتقارب بين الثقافات المختلفة”.

وخلص  إلى أن ” دولة قطر وهي تعي جسامة التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي، تؤكد أنها ستظل وفية لالتزاماتها في مناصرة الحق، وبناء جسور السلام، وتعزيز العدالة في العلاقات الدولية”.

ماذ عن  الأمم المتحدة؟

وكان تميم استهل خطابه بالحديث عن  الأمم المتحدة ، وقال   إن منظمة الأمم المتحدة أنشئت منذ ثمانية عقود بناءً على عدد من القواعد والمبادئ التي توصلت إليها الإنسانية بعد حربين عالميتين.

وأضاف أن هذه القواعد تقوم على الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واحترام كرامة الإنسان وسيادة الدول وشؤونها الداخلية، والتعاون الدولي لما فيه خير شعوبنا والبشرية.

لكنه لفت إلى  أن “تراجع منطق النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيد حكم الغاب حيث تغدو مفاهيم القانون والعدالة نافلةً خارج السياق، وحيث يحظى الـمتجاوز على الآخرين بامتيازات لـمجرد أن بوسعه فعل ذلك. ”
وتابع: “هذه هي الواقعية السياسية الجديدة التي اختزل تعريفها ليصبح مقتصرًا على مسايرة القدرة على فرض الأمر الواقع” ، وأكد أن”ثمة قصر نظر كارثي في هذا السلوك”.

مرتكب  التجاوزات

ورأى أن مرتكب التجاوزات في العلاقات الدولية يعتبر أن التسامح معه ضعف، ويعد المتسامح مع تجاوزاته عاجزًا. وشدد على أن  الموضوع الذي ينبغي أن يتصدر النقاش في المؤسسات الدولية حاليًا هو كيفية استعادة نظام الأمن الجماعي قوته وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، وعودة الفاعلية للشرعية الدولية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *