أخبار وتقاريرأميركا

ترامب يفجر قنابل حرب جمركية ويرى أن “أصدقاءنا أحيانا أسوأ من خصومنا”

10 في المائة رسوم على كل الواردات و25 في المائة على السيارات المستوردة 

محمد المكي أحمد:

فجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قنابل حرب تجارية  شملت  دولا حليفة لبلاده وأصدقاء  وأخرى تنافسها في مجال الريادة الاقتصادية وأبرزها الصين، و أصدر مساء اليوم 2 أبريل 2025 قرارات نصت على فرض رسوم جمركية  بنسب مرتفعة على واردات عدد من الدول.

 وبلغت نسبة الرسوم على السيارات المستوردة 25 في المائة،  وفرض نسبة 10 في المائة ضريبة أساسية على واردات الدول كافة.

وتؤشر قرارات ترامب التي أعلنها  في ما سماه ” يوم التحرير” إلى أن العالم وخصوصا حلفاء أميركا  قد دخلوا في مرحلة حرب تجارية ستهز اقتصادات دول عدة، وستجبر حكومات صديقة وغيرها إلى البحث عن مخارج من المأزق ” الترامبي” الجديد، الذي  سينعكس حتما على الاقتصاد الأميركي، إيجابا، أو سلبا، إذ  يرى خصومه في الحزب ” الديمقراطي” أن قراراته  ستدمر الاقتصاد الأميركي.

وإذا كانت  نسب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب  قد تباينت إلا أنها مرتفعة ، وعلى سبيل المثال فرض رسوما جمركية على واردات فيتنام بنسبة 46 في المائة، وسويسرا 31 في المائة، والصين 34 في المائة، ودول الإتحاد الأوروبي 20 في المائة.

وبدا  لافتا أن ترامب لم يقف في حدود إعلان قراراته الصادمة لحلفاء وأصدقاء ، فقد أرسل رسائل عبر خطاب مطول لمناسبة إعلان قراراته المزلزلة لنظام اقتصادي عالمي مأزوم ، وقال في موقف لافت  إن ” أصدقاءنا أحيانا أسوأ من خصومنا”، ورأى أن بلاده تعرضت لاستغلال تجاري على مدى 50 عاما, وهاجم من وصفهم ب (الغشاشين ) و( اللصوص الأجانب).

 وعن المنافس الأخطر ،الصين، قال ” احترم الصين لكنها استغلتنا كثيرا” وفي رسالة ذات دلالات  لحلفائه الأوروبيين  قال ” الإتحاد الأوروبي لا يستورد منتجاتنا” .

وتضمنت رسائله الساخنة قوله ” من يفرض علينا رسوما سنفرض عليه رسوما جمركية”.

 وكان لافتا أن 10 في المائة هي  أقل نسبة رسوم جمركية  فرضها، وقد فرض هذه النسبة على المملكة المتحدة، الحليف التاريخي والشريك التجاري الكبير لواشنطن، ويبدو أنه تعامل مع لندن مثلما تتعامل  بريطانيا مع بلاده بنسبة رسوم جمركية تبلغ أيضا  10 في المائة، كما فرض هذه النسبة على بعض الدول وبينها السعودية والإمارات والأردن ومصر والمغرب..

وتعهد ترامب في خطابه  للأميركيين بتحقيق مكاسب عدة في صدارتها أن ” العصر الذهبي لأميركا سيعود بقوة” و” نحن ندافع عن العامل الأميركي” و” أميركا  أولا ” و”الرسوم الجمركية ستجعل أميركا عظيمة وستزيد النمو الإقتصادي” و”نستعد لتخفيضات ضريبية هي الأكبر في تاريخنا” و” سننتج السيارات والسفن والمعادن في أميركا   و” سنعمل على خفض أسعار البيض ومنتجات أخرى” و” سنخفض الانفاق وسنعمل على ضبط الموازنة”.

  وجدد انتقاداته للرئيس السابق جو بايدن ، وقال إن  التضخم ارتفع لمستوى غير مسبوق في عهد بايدن “النائم” .

ووجه  ترامب رسائل مباشرة إلى الدول المعنية بقرارات الرسوم الجمركية في إشارة  ضمنية إلى إمكان المعاملة بالمثل في حال الغت تلك الدول رسوما جمركية  فرضتها على أميركا منذ سنوات عدة وقال في هذا الإطار”الغوا رسومكم الجمركية” و” إبدأوا بشراء المنتجات الأميركية”.

وبرر قراراته  بقوله إن  العجز التجاري في العام الأخير لحكم ( الرئيس السابق) بايدن وصل  لرقم قياسي، وبلغ 1.2 تريليون دولار العام الماضي، وحرص الرئيس الأميركي في هذا الإطار على عرض قائمة تضم اسماء الدول التي شملتها قرارات فرض الرسوم الجمركية  ونسب الرسوم التي تفرضها تلك الدول على أميركا ونسبة الرسوم التي فرضها بقراراته .

وأعلن مجددا سعيه لايقاف الحرب الروسية الأوكرانية ” قال “لا يجب أن نسمح لها بالاستمرار”، و”سنمنع حرب أخرى في الشرق الأوسط”.

ورغم هيمنة قضية الرسوم  الجمركية على خطابه فقد تناول الحرب الأميركية الحالية في اليمن بقوله ” سنوقف الحوثيين الذين يطلقون النار على السفن، لن يقوموا بذلك الآن”.

رابط مقالي عن فوز ترامب  بعنوان ( الفيل يضرب حلفاء ومنافسين ومغلوبين على أمرهم)

“الفيل” يضرب حلفاء ومنافسين ومغلوبين على أمرهم

‫2 تعليقات

  1. شكرا أستاذنا محمد المكي
    الرجل يدير اكبر قوة صناعية وعسكرية واقتصادية في العالم كله على اساس انها شركة ويجب موازنة ميزانيتها على حساب الاقتصاد العالمي. ولكن هناك ما يشبه الإجماع بانه سيخلق مشكلة امريكية جديدة وحتما مشكلة اقتصادية عالمية. فالتضخم في الولايات المتحدة الامريكية سيرتفع بشكل كبير. لان مدخلات صناعية كثيرة من المنتجات الامريكية تصنع في الخارج وقد فرض على تايوان ما مجموعه ٣٥٪؜ وعلى فيتنام ٤٦٪؜ وعلى الصين ما يناهز٣٥٪؜ فهذا يعني أن قطع الغيار المصنعة في هذا الدول عندما تصل المستهلك الأمريكي سيدفع ثمنها القديم رائدا الجمارك الحمائية وعلى ذلك قس.
    الحل في فتح باب التفاوض على مستوى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومجموعة ج شرقي اسيا حتى لا يتضرر الاقتصاد العالمي والأمريكي نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *