محمد المكي أحمد:
كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في خطاب تلفزيوني، مساء اليوم (١٠ مايو ٢٠٢٠) بعض ملامح خطته الجديدة للتعامل مع تداعيات أزمة (كورونا) العابرة للقارات خلال الفترة المقبلة.
تفاصيل البرنامج سيطرحها امام البرلمان غدا (١١مايو٢٠٢٠) .
(نظام تنبيه) جديد سيحدد مستوى خطر أو زوال الفايروس وفقا لمقياس يبدأ من (١ الى ٥) يعتبر أهم ما جاء في الخطاب.
الجديد أيضا في حديثه انه استبدل شعار مواجهة (كورونا) الذي ساد في الفترة الماضية من (ابقوا في بيوتكم ،حافظوا على نظام الخدمة الصحية، وانقذوا الأرواح ) الى شعار جديد ( ابقوا في حالة تأهب، سيطروا على الفايروس، وانقذوا الأرواح).
وفيما رأى أن الوقت ما زال مبكرا لرفع حالة (الإغلاق) الراهنة (بدأت في مارس الماضي) الا انه قال في إشارة الى ان خطته تتجه نحو تخفيف الإغلاق ان في مقدور الناس الجلوس تحت الشمس مع المحافظة على التوجيهات الصحية (التباعد الاحتماعي) .
وفقا لحديثه يمكن ان يخرج بعض الناس الى أعمالهم إذا لم يكن في مقدورهم اداء العمل من منازلهم، مع مراعاة التوجيهات الصحية .
يعتقد محللون بريطانيون ان بوريس قد يكون اجرى تعديلات في خطته في الساعات الأخيرة التي سبقت إلقاء خطابه التلفزيوني.
ما يرجح هذا الاعتقاد ان مسألة تخفيف إجراءات الإغلاق ليست محل توافق بين إنجلترا وإسكتلندا مثلًا ،اذ أعلنت نيكولا ستيرجن الوزيرة
الوزيرة الأولى في اسكوتلندا في مؤتمرها الصحافي اليوم عن تطورات كورونا قبل ساعات من خطاب جونسون ان (ابقوا في منازلكم) ستستمر (حاليا) في اسكوتلندا.
بدا واضحًا في تفاعلات وسائل الاعلام البريطانية ان خطة بوريس ستواجه بانتقادات وأسئلة ساخنة في البرلمان اليوم،وقد انتقد السير /كير ستارمر زعيم حزب العمال الجديد اعلان جونسون انه يمكن لبعض الناس الذهاب الى أعمالهم إذا كانوا لا يستطيعون العمل من البيت،مشيرا الى ان هناك أسئلة عدة بشأن ما أعلنه في خطابه، مشيرا الى امكان خروج الملايين من الناس للعمل .
اللافت ان (كورونا) رغم ما اثارته من رعب في كل العالم،فان البرلمان البريطاني الذي يشكل قلعة من قلاع الحرية والديمقراطية يمارس دوره خلال أزمة كورنا.
جونسون سيطرح خطته (المشروطة) لتخفيف الإغلاق التدريجي امام نواب الشعب.
هذا يعني ان لا قرارات لرئيس الحكومة البريطانية (في اي زمن) بشأن اية قضية داخلية أو خارجية بعيدا عن موافقة سلطة الشعب (البرلمان) حتى في زمن (كورونا).
المشهد رائع رغم بشاعة الفايروس، و تفاعلاته تتيح لشعوبنا وحكوماتنا في المنطقة العربية والأفريقية ومناطق أخرى في العالم أوسع فرص التعلم والتأمل حتى في زمن (كورونا) القاتل .