أميركاالخليجالسودانمقالات

بايدن وكامالا:رسالة ساخنة الى السودانيين والخليجيين والعرب

محمد المكي أحمد:

أشعر اليوم بسعادة غامرة بفوز  جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة وكامالا هاريس نائبة للرئيس.

تابعنا وقائع انتخابات تاريخية مثيرة ومهمة اسقط فيها الشعب الأميركي (بنسائه وشبابه وشيوخه)  دونالد ترامب ، الذي لا يستحق (بتصرفاته ولغة خطابه السياسي المضللة )ان يكون رئيسا لأكبر بلد في العالم ولشعب تعددي عظيم، ولبلد أسس وبنى ديمقراطية عريقة.

سقوط ترامب  حدث تاريخي زلزالي ، لأن   الرئيس المنتهية ولايته قريبا تسبب    بسياساته  و(لسانه) القبيح ونهجه العنصري  في كوارث  وتوترات كثيرة في العالم.

الحدث زلزالي  ، لان فوز بايدن بخبرته وعقليته وتوازنه (بالمقارنة مع ترامب ولا تجوز المقارنة)  سيغير وسيعيد ترتيب الكثير من الملفات والأولويات في العالم.

سودانيا كان ترامب هو عراب (الابتزاز) للشعب السوداني،وقد مارس وادارته سياسات (ابتزاز) للسلطة الانتقالية في السودان، بشأن كيفية رفع اسم السودان من قائمة الارهاب ،وفرض (التطبيع) على سلطة انتقالية رضخت للضغوط، وراهنت على رهانات خاسرة، وهذا يؤكده  سقوط ترامب وفوز بايدن .

ترامب اثار  متاعب لأقرب حلفائه في أوروبا ،ولم يكن مستغربا ان تهنيء رئيسة المفوضية الأوروبية بايدن قبل اعلان فوزه رسميا ، وهكذا فعلت كندا ودول اوروبية بينها بريطانيا وفرنسا   .

فلسطينيا  جاء ترامب ب(صفقة القرن) الظالمة،بل اتخذ موقفا عدوانيا ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة في الحرية والعدالة والسلام ، وهو موقف عدائي ضد   العرب  والمسلمين في (القدس الشرقية) وضد كل انصار العدالة في العالم.

دعوت الى التظاهر ضد ترامب قبل ثلاث سنوات(٨ ديسمبر ٢٠١٧)  في افتتاحية صحيفة التحرير الالكترونية عندما كنت رئيسا للتحرير،وجاءت تحت عنوان (افتحوا أجواء التظاهر ضد ترامب) ( المقال في الموقع)

لم اخف انتقاداتي (فضائيا)  لترامب أثناء تفاعلات أزمة (الابتزاز ) التي فرضها على السودانيين، وبتعبير اكثر دقة فرضها  على السلطة الانتقالية فاستجابت لارادته وضغوطه وابتزازه .

استجاب  للابتزاز رئيس المجلس السيادي  الفريق عبد الفتاح البرهان ومعه قيادات عسكرية  في مجلس  السيادة،  وايضا وافق على صفقة الابتزاز  الظالمة رئيس الحكومة الانتقالية المدنية دكتور عبد الله حمدوك وبعض وزراء حكومته (المدنية).

هذه حقائق لا يمكن انكارها، وتؤكدها  تحركات وتصريحات، تكشف بدورها بؤس الخيال السياسي…

ما جرى  يحمل  الكثير من العبر والدروس،ما يتطلب مراجعة السياسات الفاشلة التي جرى تطبيقها بدون احترام لارادة الشعب السوداني  ،ولطبيعة  التفويض المحدود بأولوياته للفترة الانتقالية.

كوارث ترامب شملت ساحات عدة  في العالم،  وأهمها الداخل الأميركي ،حيث  دخل في معارك مع  قيادات في المخابرات ومع الصحافة الأميركية العريقة التي ساهمت في تشكيل رأي عام مناهض لسياسات (الديكتاتورية) الطائشة ..ومع عدد من المؤسسات.

خليجيا كان ترامب  وراء أزمة الحصار المفروض على قطر وشعبها منذ أكثر من ثلاث سنوات،وقد كتبت عن  ذلك ، مشيرا الى تهوره وسياساته الرعناء،وانه يهوى ابرام (الصفقات)..

الكرة الآن في  ملعب دول خليجية  ، لإعادة النظر (من طرفي الأزمة الراهنة)  في سياسات  أدت الى أزمة من أسوأ الأزمات  في تاريخ الخليج.

ترامب استخدم اسلوب الابتزاز السياسي والمالي  مع طرفي الأزمة في الخليج ، و   أعتقد بأن سقوطه سيفتح بابا واسعا لانهاء الحصار المفروض على شعب قطر  ،لأنني أرى ان بايدن بعقليته ووعيه لن يصب الزيت على النار كما  فعل ترامب بسياسات (السمسرة) .

التوقعات ان تتوازن سياسة واشنطن بشأن بعض الملفات (سودانيا وفلسطينيا وخليجيا) واتوقع أيضا ان يرفع بايدن   ويلوح لدول خليجية وعربية بورقة الاصلاح السياسي.

أعيد للأذهان ما كان يردده الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.

في منطقتنا ، أرى ان فوز بايدن وسقوط ترامب المدوي والمستحق ،يستوجب التعلم من درس الانتخابات الأميركية.

أهم الدروس أن   لا تراهن السلطة الانتقالية في السودان ودول خليجية وعربية وغيرها على الاعتماد على  هذا الرئيس الأميركي أو ذاك .

الرهان يجب ان يستند الى ارادة الشعوب ، هذا هو الرهان الرابح، وحدة الجبهة الداخلية وصلابتها هي صمام الأمان والسند في المحكات الصعبة  .

لا عزاء لمن راهنوا على ترامب  وخضعوا لابتزازه..

ارادة الشعوب ستنتصر اليوم أو غدا  كما  انتصرت ارادة الشعب الأميركي بصور رائعة وباهرة  .

مبروك الشعب الأميركي

مبروك  جو بايدن

مبروك  كامالا هاريس

مبروك للشعوب المضطهدة ،المظلومة، الصابرة، القابضة على جمر  القضايا العادلة،لأنها لم تنكسر أمام  طغيان ترامب واستبداده.

شمس  الحرية و التغيير الشامل  تصنعها الشعوب.. ولا تمنح ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *