السودانمقالات

اوقفوا (دعاة الانتحار الجماعي) .. ووفروا الخبز

تصريحات شفافة لوزير الصحة أكرم التوم وقرار مهم لوزير الأوقاف مفرح

محمد المكي أحمد:

سودانيو المهاجر، رغم أنهم محاصرون بتهديدات (كورونا)  كغيرهم من شعوب العالم ، فانهم  قلقون على أهلنا في الوطن، بسبب  بروز مؤشرات  تصاعد يومي  لعدد حالات الإصابة  بالفايروس، وظهور (بعض حالات الاستهتار)بتوجيهات  حكومية في هذا الشأن  .

قلق بنات وأبناء السودان في  دول المهجر  يتزايد، لأننا ندرك مأساوية  واقعنا الصحي، ومعلوم أن نظام عمر البشير وأعوانه الفاسدين  دمروا مقومات الحياة في السودان،وضربوا – في إطار عمليات ممنهجة – نظامنا الصحي الذي كنا نباهي به بين الأمم،اذ كانت مجانية العلاج حق للفقير والغني، وكانت الرعاية الصحية متاحة للجميع .

وزير الصحة دكتور أكرم علي التوم أعلن في حوار بثه تلفزيون السودان مساء أمس  ١٨ أبريل ٢٠٢٠ أن فجوة الأدوية والمعينات الخاصة بمكافحة كورونا والأمراض الأخرى تقدر ب (١٥٣ مليون دولار).

الوزير  أكد أن (الكوادر الصحية ليست لديها الحماية الوقائية الكافية ، وأن وزارته تسعى الى تأمين وحماية جميع الكوادر الصحية لتوديء دورها ، وتغطيتها بالتامين الصحي وأسرهم).

فور ظهور (الكورونا) سارع عدد من الأطباء السودانيين في أوروبا واميركا  والخليج  ودول عدة  الى بث (فيديوهات) توعية عن مخاطر (كورونا) وهناك من بادر بإرسال معينات طبية، وبينها ملابس واقية للأطباء في السودان .

أدوار بنات وأبناء السودان في المهجر، وبينهم  الأطباء كان ملموسًا  في رسائل تثقيف يبثها تلفزيون السودان،وهو دور كان بارزا  في انتصار ثورة شعبنا السلمية المدهشة .

عطاء أبناء الوطن في خارج السودان شمل ويشمل كل الميادين،وتأتي عمليات التثقيف والتوعية الدينية التي تقوم على قيم الإسلام والمسيحية في صدارة هذه المساهمات الوطنية الحيوية.

في هذا السياق تلقيت  أمس فيديو من  صابر حسن الحواتي المقيم في مدينة الرياض بالسعودية،  ويتضمن رسالة  الى أهلنا في السودان،  عن قرار  وزير الشؤون الدينية نصر الدين مفرح بشأن الصلاة في البيوت، مشيرا الى قرار اتخذته السعودية في هذا الشأن، ومعلوم ان دولًا خليجية وعربية وبينها مصر أصدرت قرارات مهمة في هذا المجال  .

أرى  أن قرار وزير الشؤون الدينية السوداني-وهو رجل يتميز بنبض الوسطية والاعتدال الجميل- الذي وجهه للمسلمين والمسيحيين  إيجابي ويتسم بالوعي ويعبر عن قيم  الإسلام والمسيحية.

مفرح قرر استنادًا الى اعلان حال الطواريء وفتوى وزارة الصحة وفتوى مجمع الفقه الاسلامي (تعليق صلاة الجمعة والجماعة  في جميع مساجد ولاية الخرطوم لمدة ثلاثة أسابيع ،خوفا من انتشار الفايروس والفتك بالبلاد والعباد).

الوزير قرر أيضا (إيقاف الصلوات وكل الطقوس الدينية  والقداسات كافة في الكنائس لمدة ٣ أسابيع ) وجاء  في القرار ان (على الأئمة والقساوسة  والمطارنة وجميع سلطات ولاية الخرطوم وضع القرار موضع التنفيذ).

أمر مستغرب ان يخرق  (بعض) الأئمة والمصلين في بعض المساجد هذا القرار يوم الجمعة  ١٧ أبريل ٢٠٢٠، فما هي  الأسباب،  هل قصرت الأجهزة المعنية  بتنفيذ  القرار ، ولم تمنع من وصفهم وزير الشؤون الدينية ب(دعاة الانتحار الجماعي) من ارتكاب تلك الحماقة الكبرى التي يمكن ان تهدد حياتهم، وحياة أسرهم وكل الشعب؟.

هل  مسؤولية التقصير والخطأ الكبير  يتحملها  والي الخرطوم المقال ، أم ان  اجهزة تابعة لولاية الخرطوم مسؤولة عن ذلك، وهل  بعض المؤذنين والأئمة يعيشون في عالم آخر ولا يخضعون لتوجيهات الحكومة حتى في مسائل تتعلق بحماية أرواح الناس  ؟

أيًا تكن الجهة أو الجهات المسؤولة فان  عدم احترام  (بعض )الأئمة والمصلين لقرار الوزير  يعني الانتهاك الصارخ لأمر الطواريء وتوجيهات الحكومة التي شكلت لجنة طواريء،وتبذل جهودا كبيرة لمنع انتشار الوباء، ما يهدد كل الجهود الإيجابية التي تقوم بها اللجنة العليا للطواريء الصحية .

السكوت على أي تجاوز لأمر الطواريء  هو تهديد لحياة الملايين ، واستهانة صارخة بقوانين الحكومة وضرب لهيبتها، ما يتطلب تطبيق القانون ومحاسبة من يشكل مصدر خطر على حياة الناس.

على الحكومة  ممارسة الحسم و الحزم في تطبيق حظر التجوال ومنع الصلاة في المساجد خلال هذه الفترة، وفي الوقت نفسه مواصلة عمليات تعميق الوعي الصحي والديني.

الأهم  في هذا السياق أن يجد المواطن الخبز واحتياجاته داخل الأحياء من دون أي عناء، أو (صفوف) وهذا العامل هو  العامل الأول الحاسم لانجاح أو إفشال جهود الحكومة في مكافحة انتشار (كورونا) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *