خلال فترة عملي في قطر ، التي استمرت لأكثر من 30 ىسنة ،زار الدوحة مرات عدة، رئيس حزب “الأمة القومي” السوداني وإمام “الأنصار” الحبيب، الراحل ، المفكر، السيد الصادق المهدي.
أهم الزيارات جاءت خلال فترة معارضة المهدي للنظام في السودان، وفي أعقاب إطاحة حكومته المدنية بانقلاب عسكري نفذته” الجبهة القومية الإسلامية” في العام 1989 بقيادة الرئيس (السابق) المعزول بثورة شعبية عمر البشير.
أذكر أنني إتصلت هاتفيا بمسؤول قطري قريب من القيادة القطرية و أبلغته أن المهدي سيزور قطر إذا تلقى دعوة، وكان القيادي في حزب الأمة الأستاذ صديق بولاد هو صاحب الفكرة، وجاء اقتراحه بعدما أكدت له أهمية أن يزور الصادق المهدي قطر، لأنني أرى أنها دولة تلعب أدوارا مهمة بقيادة الشيخ حمد ، وهناك ضرورة لتبادل الرأي مع القيادة.
مسؤول قطري رفيع المستوى أجرى إتصالات مع القيادة القطرية في فترة حكم الأمير السابق ( الأمير الوالد) الشيخ حمد بن خليفة، ثم ابلغني هاتفيا أيضا أنهم يرحبون بزيارة المهدي ، وقال لي إنهم كانوا وجهوا اليه دعوة في وقت سابق ولم يحضر، وجدد الترحيب بزيارته مرة ثانية، كما حدد موعد الزيارة، فأجريت اتصالا بالهاتف من داخل سيارتي على شارع كورنيش الدوحة بعدما تلقيت اتصالا من شخصية قريبة من القيادة القطرية ، وقد تمت الزيارة بنجاح، وهي الأولى إلى قطر بعد فترة من تنفيذ العميد عمر البشير (الجبهة القومية الإسلامية) انقلابا عسكريا في ٣٠ يونيو ١٩٨٩ على الصادق المهدي وكان رئيس حكومة منتخب .
أشاد المهدي بـ”وعي الأمير الشيخ حمد ورؤاه الحكيمة وعقله السياسي” حينما سألته عن اجتماعهما في الديوان الأميري ، وقال ” لم أجد نظيرا للشيخ حمد بن خليفة في المنطقة” في اشارة إلى مستوى تفكير الأمير ونضج رؤاه السياسية بشان قضايا المنطقة.
