
محمد المكي أحمد:
في أحدث موقف سعودي بشأن تداعيات الحرب في السودان، أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم 15 أبريل 2025 في كلمتها في مؤتمر لندن بشأن تداعيات الحرب أن” ما يجري في السودان لا يمس فقط أبناء شعب السودان، وإنما يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي والأمن الوطني العربي والأفريقي”.
وقال نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، الذي ألقى الكلمة اليوم نيابة عن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان “إن مسؤوليتنا الجماعية تُحتّم علينا مضاعفة الجهود لدعم مسار الحوار، ووقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومقدراته”.
وشددت السعودية في كلمتها على أن “وقف الدعم الخارجي لطرفي الصراع مسألة جوهرية لا بد منها، لتهيئة بيئة حقيقية لوقف إطلاق النار، وفتح الطريق أمام حل سياسي شاملٍ”.
وقال ممثلها في الاجتماع الدولي إن ” تحييد التدخلات الخارجية يمهّد لتسهيل العمليات الإنسانية، وفي مقدّمتها فتح الممرات الآمنة، بما يضمن إيصال المساعدات إلى مستحقيها في مختلف مناطق السودان دون إبطاء، وقد رأينا الأثر الإيجابي لفتح معبر (أدري) الحدودي”.
وأكدت السعودية أن” أي خطوات أو إجراءات تُتّخذ خارج إطار المؤسسات الرسمية للدولة السودانية، تشكّل مساسًا بوحدة السودان، وخرقًا للشرعية، وتجاوزًا لإرادة شعبه”.
وأطلق ممثل السعودية في مؤتمر لندن تحذيرا شديد اللهجة بقوله “تُحذّر المملكة من الدعوات إلى تشكيل حكومة موازية أو أي كيان بديل، باعتبارها محاولات غير مشروعة تُهدّد المسار السياسي، وتُعمّق الانقسام، وتُعرقل جهود التوصل إلى حل وطني شامل”.
وتحدث ممثل المملكة في المؤتمر الدولي عن الجهود الدبلوماسية لبلاده منذ اندلاع الأزمة في سبيل حل الأزمة السودانية ، وأوضح أن “المملكة قادت منذ اندلاع الأزمة جهودًا دبلوماسية في سبيل حل الأزمة السودانية تمثلت في استضافة مباحثات جدة (1) وجدة (2) نتج عنهما توقيع طرفي النزاع على إعلان جدة “الالتزام بحماية المدنيين في السودان”، واتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية.
وأضاف أنه تم في مباحثات جدة (2) تأسيس المنبر الإنساني برئاسة “الأوتشا”، والموافقة على أربعة إجراءات لبناء الثقة، والموافقة على صيغة لحل مسألة الارتكازات”.
وخلص نائب وزير الخارجيةالسعودي إلى “تأكيد المملكة على أن الحل للأزمة هو حل سياسي سوداني- سوداني يحترم سيادة ووحدة السودان ويقوم على دعم مؤسسات الدولة السودانية”.
وتكتسب مشاركة السعودية في مؤتمر لندن أهمية حيوية، إذ أنها صاحبة مبادرة الوساطة في ( منبر جدة) الذي يحظى بدعم خليجي واقليمي ودولي، هذا فضلا عن ثقل المملكة السياسي والاقتصادي الذي يمكن أن يساهم مساهمة كبرى في إحلال السلام وإعادة الاستقرار في السودان، و دعم جهود إعادة البناء والإعمار بتوافق وشراكة مع دول خليجية وكبرى.