
لندن- محمد المكي أحمد:
أسفرت مبادرة الشراكة السعودية الفرنسية، التي تجسدت في عقد مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لدعم (حل الدولتين) عن وثيقة وقعها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، “نيابة عن المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا والدول الرئيسة المشاركة في فرق العمل المنبثقة من المؤتمر الدولي”.
وجاء اعتماد الوثيقة في ختام أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، وترأسه وزيرا خارجية المملكة وفرنسا.
الرياض تدين الهجمات ضد المدنيين
وتضمنت الوثيقة ” الاتفاق على العمل المشترك لإنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى تسوية عادلة وسلمية ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بناءً على التطبيق الفعّال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وجميع شعوب المنطقة”وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
وقالت سي إن إن CNN إن الوثيقة تضمنت دعوة دول عربية وإسلامية بينها قطر والسعودية ومصر لحركة حماس بنزع سلاحها، والتخلي عن السلطة في غزة.
وشدد وزير الخارجية السعودي في كلمة، في ختام المؤتمر على أن :” المخرجات تعكس مقترحات شاملة عبر المحاور السياسية والإنسانية والأمنية والاقتصادية والقانونية والسردية الإستراتيجية، وتشكل إطارًا متكاملًا وقابلًا للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين وتحقيق السلم والأمن للجميع”.
وحض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تأييد الوثيقة الختامية قبل انتهاء أعمال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في سبتمبر المقبل. ( 2025)
وأدان الوزير السعودي “جميع الهجمات من أي طرف ضد المدنيين، بما في ذلك الهجمات العشوائية وكل الاعتداءات ضد الأعيان المدنية والأعمال الاستفزازية والتحريض والتدمير”.
دول عربية وإسلامية تطالب حماس بنزع سلاحها
وذكرت سي إن إن CNN أن دولا عربية وإسلامية، بما في ذلك قطر والمملكة العربية السعودية ومصر، أصدرت للمرة الأولى دعوة مشتركة لحماس لنزع سلاحها والتخلي عن السلطة في قطاع غزة، في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في القطاع.
وقالت إن جامعة الدول العربية، المُكونة من 22 دولة، والاتحاد الأوروبي بأكمله، و17 دولة أخرى، أيدت إعلانًا وُقع في مؤتمر للأمم المتحدة استضافته المملكة العربية السعودية وفرنسا، الثلاثاء.
وكان الهدف من اجتماع نيويورك معالجة “التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين”، ويحدد الإعلان الخطوات التي يرى الموقعون ضرورة اتخاذها لاحقًا.
وأفادت سي إن إن CNN في تقرير أن الوثيقة المشتركة تضمنت “الحوكمة وإنفاذ القانون والأمن في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية يجب أن تقع على عاتق السلطة الفلسطينية وحدها، بدعم دولي مناسب”، مضيفةً أنه “في سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب على حماس إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية، بمشاركة ودعم دوليين، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة”.
و أدان نص الوثيقة هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، واقترح نشر “بعثة استقرار دولية مؤقتة” بدعوة من السلطة الفلسطينية و”تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وقالت وثيقة الإعلان: “رحبنا بالاستعداد الذي أعربت عنه بعض الدول الأعضاء للمساهمة بقوات”.
ووصفت فرنسا، التي شاركت في رئاسة المؤتمر، هذا الإعلان بأنه “غير مسبوق”.
وأشارت سي إن إن CNN إلى أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قال في كلمته في المؤتمر : “من جانب المملكة العربية السعودية والدول العربية والإسلامية، التي ستدين للمرة الأولى الإرهاب وأعماله الإرهابية في 7 أكتوبر ، دعت إلى نزع سلاح حماس، وأعربت عن أملها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في الوقت المناسب”.
وقالت سي إن إن CNN إن قطر ومصر، الوسيطتان في مفاوضات وقف إطلاق النار، حافظتا على علاقاتهما مع حماس وإسرائيل طوال فترة الحرب.
وفي مارس أظهرت مسودة للخطة، أعدتها مصر بشأن غزة، أن حماس استبعدت إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب.
وجاء في التقرير أن القادة العرب المجتمعين في القاهرة ناقشوا في قمة طارئة الخطة، واقترح الرئيس المصري تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة غزة مؤقتًا، تتولى زمام الأمور من حماس، ثم تُسلم السلطة في نهاية المطاف إلى السلطة الفلسطينية.
ودفعت المملكة العربية السعودية مرارًا وتكرارًا نحو إحياء حل الدولتين.
وأعلنت فرنسا أنها ستصوّت لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر ، ما أثار استياء إسرائيل. كما أعلنت المملكة المتحدة أنها ستعترف بدولة فلسطينية في نفس التوقيت ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة. وأدانت إسرائيل والولايات المتحدة تصريحات فرنسا وبريطانيا.
واختتمت سي إن إن CNN تقريرها بالاشارةإلى أن ” حماس لم تُبدِ أي بوادر على التخلي عن السلطة في القطاع، إلا أن مسؤولين داخل الجماعة المسلحة أصدروا في الماضي تصريحات متناقضة حول دور الحركة في غزة ما بعد الحرب”.
يُشار إلى أن مؤتمر حل الدولتين انعقد على مدى ثلاثة أيام، بهدف ” اتخاذ خطوات ملموسة محددة بإطار زمني ولا يمكن التراجع عنها من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والمضي قدمًا في تطبيق حل الدولتين، وتجسيد -بأسرع وقت ممكن عبر أعمال ملموسة- الدولة الفلسطينية المستقلة بما يكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في العيش بكرامة على أرضه”.
كندا ومالطا وألمانيا : سنعترف بالدولة الفلسطينية
وشهد العالم خلال فترة إنعقاد مؤتمر حل الدولتين ( دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية) إعلان مواقف دولية دعمت الدور السعودي الفرنسي ، الذي قوبل بتفاعل دولي ملحوظ، وشكل تطورا مهما يدعم حقوق الشعب الفلسطيني .
وكانت المملكة المتحدة أعلنت على لسان رئيس الوزراء كير ستارمر أنها ستعلن إعترافها بالدولة الفلسطينية في أجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر المقبل إن لم توقف إسرائيل حربها في غزة ولم توقف سعيها لضم الضفة الغربية كما اشترطت لندن أن تقوم توافق اسرائيل على السلام وحل الدولتين.
وشهدت أجواء مؤتمر حل الدوليتن إعلان كندا أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، وقد رمى رئيس الوزراء الكندي بالكرة في مرمى السلطة الفلسطينية، وقال إن هذا الاعتراف مشروط بأن تقوم الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية ( السلطة الفلسطينية) بالتزامات محددة ، منها إجراء انتخابات في العام 2026، وإدخال إصلاحات سياسية.
وقال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن الحفاظ على حل الدولتين يعني الوقوف إلى جانب كل الناس الذين يختارون السلام بدلا من العنف والإرهاب واحترام رغبتهم في التعايش السلمي بين ذلك يمثل خارطة الطريق الوحيدة لمستقبل آمن ومزدهر ,
وأعلنت مالطا أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وأكدت ألمانيا اليوم أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية.
ترحيب سعودي بموقفي كندا ومالطا
ورحبت وزارة الخارجية السعودية في بيان صدر اليوم بإعلان رئيس وزراء كندا مارك كارني، ورئيس وزراء جمهورية مالطا روبيرت أبيلا عن “عزم بلديهما على الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة في شهر سبتمبر المقبل”.
وقال بيان الرياض إن : ” المملكة تُشيد بهذه القرارات الإيجابية التي ترسّخ مسار حل الدولتين، وتؤكد توافق المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق، وتجدد المملكة دعوتها لبقية الدول لاتخاذ مثل هذه الخطوات الجادة الداعمة للسلام”.
ترمب يجدد الرفض لحل الدولتين
وبدا لافتا في غضون هذه التطورات الدولية ، الإيجابية، الداعمة للحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يواصل مواقفه الرافضة لـ” حل الدولتين” ، وقال اليوم ، إنه سيكون من الصعب إبرام اتفاق تجاري مع كندا بعدما أعلنت دعمها لقيام دولة فلسطينية.
وكان مسؤول بالبيت الأبيض قال في وقت سابق تعليقا على الإعلان الكندي إن ترمب يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيمثل مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإنه لا ينوي القيام بذلك.