
محمد المكي أحمد:
شهدت العاصمة الفرنسية، باريس، تدشين الرواية الجديدة ( فاتنة البحر الميت) للروائي الفرنسي من أصل سوداني الدكتورضياء الدين يوسف.
( فاتنة البحر الميت) هي روايته الرابعة ، والمؤلف حاصل على درجة الدكتوراة في ” علم الألسن” بمرتبة الشرف، في جامعة السربون الجديدة بفرنسا.
وكان أصدر ثلاث روايات في وقت سابق ، و حملت عناوين (قدر أعمق) و(عاشقة الصمغ) و( غبار الذكريات).
ضياء الدين، السوداني النشأة والجذور والقلب والوجدان، دشن روايته الرابعة في إطار فعاليات ” الملتقى الدولي للكتاب العربي” أمس 18 أكتوبر 2025 الذي نظمته مؤسسة كل العرب الإعلامية واتحاد الصحافيين والكتاب العرب في أوروبا، وجرت الفعالية في ” بيت مصر” بالمدينة الجامعية بباريس، وحضر التدشين حشد من الشخصيات وبينهم سفير مصر علاء يوسف وسفيرة فلسطين هاله أبو حصيرة ( في صورتين مع ضياء).
حضور باريسي جميل
استهل الروائي ضياء الدين حديثه بتحية ” الحضور الرائع الجميل”، الذي شارك في توقيع روايته الرابعة “فاتنة البحر الميت” بعد روايته الأولي “قدر أعمى” وقال إنها ” إلى عشيقتي التي أدخلتني النّار، ثم زوجتي التي أخرجتني منها وداوت جروحي”.
وبشأن روايته الثانية “عاشقة الصمغ” ، رأى أن “الحبّ لا يعيش داخل قلب بخيل”.
و عن “غبار الذكريات” روايته الثالثة ، قال:” ركبت زورق أحزاني ذا الأشرعة السوداء الممزقة القديمة، وأبحرت أصارع بحر الدموع العاتي، فوصلت عند جزيرة نعيق الغربان، أبحث عن مقبرة الشرّ حيث دفن أبي”.
وتوجّه في حفل التدشين “بالشكر والتقدير للأستاذ علي المرعبي على رعايته الطيبة ومساعدته المتواصلة ونصائحه العظيمة، حتى اكتمل هذا العمل الأدبي ( الرواية الرابعة) وخرج في حلته الجميلة”، وحيا ” دار كل العرب للطباعة والنشر والتوزيع على اهتمامها بكُتاب المهجر.”
الكتابة والحرية المطلقة
رأى أن الكتابة هي الحرية المطلقة والخيال الذي يصاحب حقيقة التعبير والعواطف الصادقة.
و قال إن روايته الجديدة هي سلسلة من الأحداث تُسرد بسردٍ نثري طويل، يصف شخصيات خيالية أو واقعية، وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة، تعتمد الوصف والحوار والصراع بين الشخصيات، وما ينطوي عليه من تأزم وجدل تغذيه الأحداث.
و هو يرى أن الرواية الواقعية هي سرد لقصص لأشخاص واقعيين وأحداث حقيقية من خلال الأساليب الدرامية للرواية.
“سلخت جلدي وغسلت روحي من أحزاني”
ولفت ضياء الدين إلى أن النقاد يقولون” من يكتب روايته في شكل سيرة ذاتية، لا يستطيع مواصلة الكتابة مرة أخري، باعتباره كتب كل ما عنده، وأصبح كمن تعرى أمام الجميع، أما أنا في روايتي غبار الذكريات كنت أقوم بسلخ جلدي وما يصاحبه من ألم ومعاناة قاسية، بعدها شعرت بارتياح نفسي، بأنني غسلت روحي من أحزاني، وقمت بكتابة رواية فاتنة البحر الميت.
رواية الترحال والإغتراب
أوضح أن رواية “فاتنة البحر الميت” هي عمل أدبي يزاوج بين الواقع والخيال، حيث تتقاطع الأزمنة والأمكنة لتكشف صراعات الخير والشر، الحب والكره، العطاء والخيانة، والآمال العالقة في مواجهة قيود الواقع.
ووصف روايته بأنها رواية الترحال والاغتراب، حيث تمتزج رائحة القهوة العربية بصوت الرُّبابة الحزين، وثلوج بروكسل، رحلة بين الشرق والغرب، وتتصادم قسوة الغربة مع دفء الحنين.
أحداث في فلسطين وسردية تنتقل للأردن
أفاد بأن “الأحداث تبدأ في فلسطين التي تعج بحكايات الدّم والنّار، حيث نتابع تفاصيل حياة شخصيات متجذّرة في الأرض والعادات والموروث الشعبي، ثم تنتقل بنا السّردية إلى الأردن وما يحمله من صدي التأريخ، وعمق الجغرافيا، قبل أن تُفتح الأبواب نحو بروكسل، حيث يعيش الأبطال قسوة الاغتراب وبرودة المنافي في مقابل حرارة القلوب المتقدة بالأمل، لتتسع دائرة الحكاية بالذكريات، والبحث عن الذات.
قال”اعتمدتُ على السّرد الوصفي والتشويقي، مستعيناً بالصور البلاغية والبيانية والشعرية، حيث تتداخل الرومانسية والفلسفة والرمزية، لأُعرف القارئ بثقافات متعددة من خلال الأعراس والأزياء التقليدية والأغاني الشعبية والأمثال الموروثة، ما جعل الرواية غنية بالبعد التراثي والإنساني، لنجد أنفسنا أمام فُسَيْفِسَاء من الذاكرة والتراث والهوية.”
الشخصيات الرئيسة في الرواية
ـ صفا (فاتنة البحر الميت): البطلة المحورية، وهي يرى أنها امرأة قوية وصبورة، رمز النضال والكرامة في مواجهة القهر والانكسار، وتمثل عنوان الرواية وجوهرها، فهي “الفاتنة” التي تجمع الجمال والألم والمقاومة.
ـ عياد وصقر: شقيقان يجسدان الحكمة والمسؤولية والصدق، وخاصة عياد الذي يمثل الحب النقي.
ـ ملاك: الزوجة والأم والجدة، رمز الحنان والعمق الإنساني، تمثل الجذر العائلي والذاكرة التي تحفظ الأجيال.
ـ تيسير: ابن العم وزوج صفا، يجسد الشخصية النرجسية غير المسؤولة، ويمثل الجانب القاسي من الصّراع الإنساني، الأذى واللامبالاة، والجانب المظلم من النفس البشرية.
وقال “من خلال هذه الشخصيات، أرسم للقارئ لوحة إنسانية نابضة بالحياة، حيث تتجلي التناقضات بين القوة والضعف، التضحية والخذلان، الأمل والانكسار”.
لا اعتراف بالحدود
وأكد أن فاتنة البحر الميت ليست مجرد رواية عن فلسطين والأردن والاغتراب، بل هي رحلة أدبية تفتح للخيال مساحات لا تعترف بالحدود، وتؤكد أن قلم المبدع قادر علي تجاوز المكان والزمان ليكتب عن أماكن لم يزرها، عوالم جديدة، لكنها تتركه مأخوذاً بدهشة الخيال وقدرة الكلمة على كسر الحواجز.
ويستثمر الراوي ثراء المكان وسحره، شواطئ البحر الميت، وملوحته التي لا تُحتمل، جباله، أرض فلسطين، وسهول الأردن، رماد الذكريات وصقيع المنافي، ليعكس تناقضات النفس البشرية.
ويقول دكتور ضياء إنه كتب الرواية بلغة شاعرية مكثفة، َتمزجُ بين الرومانسية والفلسفة والرمزية، لتطرح أسئلة عن الهوية، الكرامة، المصير، الحب، الفقد، الانكسارات العائلية والقرارات القاسية، التي تصوغ نصاً أدبياً يفيض بالحكمة والوجع والجمال.
الموضوعات الرئيسة في الرواية
ـ الهوية والانتماء: كيف يحافظ الإنسان على ذاته في وجه الاغتراب؟
ـ الحب والخيانة: صراع العاطفة بين الوفاء والخزلان.
ـ الغربة والعودة: الإنسان الذي يغادر وطنه بحثاً عن الأمان، ليكتشف أن الحنين هو المنفي الأكبر.
ـ صراع الخير والشر: بين من يختار النور ومن يغرق في الظلام.
الكتابة من قلب التجربة
وقال ضياء إنه من خلال هذه الرواية، يقدم نصاً يعكس موهبة المغترب الذي يكتب من قلب التجربة، لا من مسافةٍ نقديةٍ فحسب.
وهو يرى أن “فاتنة البحر الميت ” ليست مجرد رواية عن المكان، بل هي عن الإنسان الباحث عن ذاته وسط الغربة والتشتت، في مواجهة هشاشته، ورغبته الدائمة للحرية والحب والانتماء.
مسيرة علمية وعملية حيوية
يُشار إلى أن الروائي السوداني الفرنسي دكتور ضياء أحمد يوسف جميل من مواليد أول يناير 1956 في مدينة مدني ، بالسودان ، ومتزوج ( أب لولدين).
وقبل حصوله على درجة الدكتوراة في جامعة السربون الجديدة العريقة كان حصل على دبلوم الماجستير في ( الآداب الحديثة) ودبلوم الليسانس في الآداب الحديثة بعدما تخرج في كلية الآداب ، وقد استمرت فترة الدراسة لنيل مؤهلاته العلمية الرفيعة من يونيو 1986 إلى أكتوبر 1999.
وكان بدأ مسيرته العملية في العاصمة القطرية الدوحة وعمل باحثا ومترجم لغة فرنسية ( مؤتمر القمة الإسلامية التاسع).
كما عمل موظف علاقات عامة بالملحقية العسكرية السعودية بباريس، وموظف علاقات عامة بسفارة الكويت في باريس، وموظف علاقات عامة بوزارة الخارجية القطرية، وموظف علاقات عامة بسفارة قطر بباريس، وموظف علاقات عامة بسفارة السودان بباريس، وموظف علاقات عامة بسفارة قطر بباريس، ويعمل حاليا موظف علاقات عامة بالملحقية العسكرية السعودي بفرنسا.
إنسانياً، يتمع ضياء الدين بقلب أخضر، وروح سودانية تنبض بقيم الخير والسماحة والتواضع والمودة وهذه سمات يعرفها من عرفوه عن قرب.
تهنئة وتحية
موقع ( إطلالة) يشد على يد المبدع السوداني الفرنسي دكتور ضياء الدين ، وهو إسم على مسمى.
نزف التحية والتهنئة بإصدار روايتك الرابعة التي تبدو رائعة من عنوانها ( فاتنة البحر الميت) ، وهي تعكس موهبتك وقدراتك الأدبية وجماليات حروفك وخصوبة خيالك، وما تتمتع به من دواخل حيوية خضراء قادرة على البوح الجميل الذي يقدم الجديد، الرائع، المُفيد.
من أروع ما تتميز به من سمات أنك لا تعترف بحواجز الزمان والمكان، وتؤكد بأعمالك الأدبية أن نبض المبدع لا يتقوقع في محيط ضيق بل تتسع روحه ورؤاه لتسافر إلى أمكنة بعيدة كفلسطين والأردن ، فالموقعان يحتضان حقائق تاريخية وروائع نبض وسمات إنسان متمسك بقوة وإرادة فولاذية بالأرض والهوية، والأصالة والجقوق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بارك الله في جهودكم ووفقكم الله لما يحب ويرضى، استاذي الفاضل، كيف احصل على رواية (فاتنة البحر الميت) أين اجدها !
أفيدني أكرمك الله بواسع فضله.
تحياتي وشكري وتقديري، سأستفسر المؤلف ونتواصل
تحياتي الاخ ضياء قال ممكن تتواصل معه وهذا رقمه ويعمل واتساب ايضا؛
00 33 6 19 90 19 00