أخبار وتقاريرأميركاالخليجقطر

الرئيس الإيراني لأمير قطر: نأسف على الهجوم  (الصاروخي) وقطر وشعبها لم يكونا مستهدفين

رئيس الوزراء القطري: ندين الهجوم الإيراني واتصالاتنا بطهران بطلب أميركي و أسفرت عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

لندن- محمد المكي أحمد:

في أحدث تطور للعلاقات القطرية الإيرانية، أعلن في الدوحة أن أمير قطرالشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى  اتصالا هاتفيا اليوم،24 يونيو 2025، من الرئيس الإيراني  الدكتور مسعود بزشكيان ، وجدد الأمير  في بداية الاتصال ” إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم ( الصاروخي) الذي استهدف ( أمس 23 يونيو 2025) قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وذُكر أن الأمير قال إن هذا الانتهاك يتنافى تماما مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، لا سيما وأن قطر كانت دائما من دعاة الحوار مع إيران، وبذلت جهودا دبلوماسية حثيثة في هذا السياق.

وشدد الشيخ تميم على ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار، سعيا إلى تجاوز هذه الأزمة والحفاظ على أمن المنطقة وسلامة شعوبها.

و أفادت وكالة الأنباء القطرية أن ” الرئيس الإيراني أعرب  عن أسفه لسمو الأمير وللشعب القطري الشقيق عما تسبب به هذا الهجوم من أضرار، منوها إلى أن دولة قطر وشعبها لم يكونا المستهدفين من هذه العملية، وأن هذا الهجوم لا يمثل تهديدا لدولة قطر، مؤكدا أن دولة قطر ستظل دولة جوار مسلمة وشقيقة، وأعرب عن تطلعه إلى أن تكون العلاقات بين البلدين دائما مبنية على أسس احترام سيادة الدول وحسن الجوار”.

اتصال قطري بايران

من جهته، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن ” صاحب السمو الأمير  تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني، الذي عبر عن أسفه أن الهدف الذي استهدف أمس كان في قطر”.

وقال “بينا للرئيس الإيراني بشكل واضح أن دولة قطر في النهاية هي دولة جارة واعتمدت في علاقاتها دائما على حسن الجوار مع إيران ولم تتوقع مثل هذا العمل”.

واعتبر في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في الدوحة اليوم  إن “ما حدث بالأمس من هجوم على قاعدة العديد شكل صدمة ليس للحكومة فحسب، ولكن للشعب في قطر، ونعتبره انتهاكا لسياسة حسن الجوار التي اعتمدتها قطر منذ البداية”.

واستنكر  رئيس الوزراء القطري الهجوم  الصاروخي الإيراني على قطر وقال إنه “غير مقبول” و “ندين بأشد العبارات الاعتداء على سيادة دولة قطر وقصف الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد الجوية،وقال إن قطر “فوجئت” بالهجمات ، ونوه بـما وصفه بـ “العمل البطولي للقوات المسلحة القطرية” .

 وشدد على  قدرة دولة قطر على الدفاع عن نفسها وردع كل من يحاول تقويض أمنها، مع الحرص على العلاقات السلمية مع دول الجوار على أساس الصداقة والمصلحة والفائدة المشتركة.. ومحاولة تفادي الخلافات.

 وأضاف أنه بالرغم من كل المحاولات التي تسعى إلى تأجيج هذا الوضع فإن دولة قطر دائما ستتعامل مع الأمور بحكمة مع تأكيدها أن ما حدث من مس بسيادتها أمر غير مقبول، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات الدبلوماسية والقانونية في هذا الشأن.

  وأعرب عبر أمله في “أن يتم احتواء الموضوع في أسرع وقت ممكن وأن يصبح هذا الفصل خلفنا”، ورأى أنه “يجب ألا ننسى في هذا المقام أن كل ما يحدث في المنطقة هو توسع لرقعة الصراع والعدوان على غزة”.

 وقال إن  بلاده لعبت دورا  في التوصل  إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده اليوم 24 يونيو 2025  مع رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام في الدوحة، كما كشف أن اتصالا قطريا جرى مع إيران بناء على طلب أميركي  لمعرفة استعدادهم لوقف إطلاق النار.

وقال الشيخ محمد إن  “الولايات المتحدة طلبت من دولة قطر التواصل مع الطرف الإيراني لمعرفة مدى استعدادهم لوقف إطلاق النار، وأن قطر قامت بالاتصالات اللازمة التي أسفرت عن الإعلان الذي أعلنه الرئيس الأمريكي”.

وكان موقع ( إطلالة)  نشر في وقت سابق صباح  اليوم أن الدوحة ” لعبت  دورا مهما في التوصل إلى صفقة وقف إطلاق النار بين ايران واسرائيل وفقا لمصادر  قطرية وأميركية”

ترحيب بالاتفاق الإسرائيلي الإيراني

و رحبت قطر في بيان أصدرته وزارة الخارجية بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران وأعربت عن أملها  ” أن يشكل هذا الاتفاق أساسا متينا لتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات والصراعات في المنطقة والعالم، والمضي قدما نحو تحقيق الاستقرار التام والسلام الشامل المستدام” كما “جددت الوزارة التأكيد على أن دولة قطر ستظل دائما قاطرة للسلام، ولا ترتبط في هذا السياق بحدث معين أو موقف براغماتي، كما ستظل حريصة على مبدأ حسن الجوار وداعمة لكافة المساعي الحميدة الهادفة إلى نزع فتيل الأزمات وجعل العالم أكثر أمنا وتعاونا وازدهارا”.

وأشادت قطر” بمساعي الرئيس دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في التوصل لهذا الاتفاق، آملة في التزام الطرفين الصارم به”.

إستدعاء السفير الإيراني

واستدعت وزارة الخارجية السفير الايراني، علي صالح آبادى، و”جدّدت إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، باعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وبأنها تحتفظ بحق الرد على هذا الانتهاك السافر بما يتوافق مع القانون الدولي”.

 و أفادت وزارة الخارجية في بيان، اليوم، أن  وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي قال  للسفير الإيراني” أن هذا الانتهاك يتنافى تماماً مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لاسيما وأن قطر كانت دائماً من دعاة الحوار مع إيران وبذلت جهوداً دبلوماسية حثيثة في هذا السياق، وفقا للموقع  الالكتروني لوزارة الخارجية   القطرية.

 ودعا المريخي إلى “ضرورة العودة فوراً للحوار والمسارات الدبلوماسية لحل الخلافات والقضايا العالقة وتجنّب التصعيد، وإيقاف العمليات العسكرية سعياً لتعزيز الاستقرار إقليمياً ودولياً”.

ترمب: لا أسعى لتغيير النظام الإيراني

من جهته ألقى  الرئيس الأميركي بثقله لمنع إسرائيل من مواصلة ضرب إيران، بعد إعلانه التوصل لوقف إطلاق النار بين الجانبين ، وقال إن “إسرائيل لن تهاجم إيران،  جميع الطائرات (الاسرائيلية  التي دخلت المجال الجوي الإيراني بعد اعلان اتفاق وقف إطلاق النار) ستعود أدراجها وترجع إلى الوطن، مع توجيه تحية ودية لإيران، لن يُصاب أحد، وقف إطلاق النار ساري المفعول،  شكرا لاهتمامكم بهذا الأمر” وفق ما كتبه على منصته “تروث سوشيال”.

كما أطلق سلسلة تصريحات اليوم، من أبرزها انه لا يسعى لتغيير النظام في إيران، إذ قال” تغيير النظام يتبعه فوضى، ومن الناحية المثالية لا نريد أن نرى كل هذه الفوضى، كما تعلمون، الإيرانيون تجار بارعون جدا، ورجال أعمال ممتازون، ولديهم الكثير من النفط. يجب أن يكونوا على ما يرام ، يجب أن يكونوا قادرين على إعادة البناء والقيام بعمل جيد، لن يحصلوا أبدا على سلاح نووي ولكن بخلاف ذلك، ينبغي أن يقوموا بعمل رائع”.

وشدد على أن” قدرات إيران النووية انتهت ” وقال ” لست راضيا عن إسرائيل وإيران لانتهاكهما وقف إطلاق النار ”  ورأى “أن تلك الضربة المثالية على إيران  ( ضربه ثلاث منشآت نووية إيرانية) جمعت كل الأطراف وتمت الصفقة” أي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *