
في الدوحة مع الراحل الدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب (المؤتمر الشعبي ) و (الأمين العام للجبهة القومية الإسلامية) سابقا ، في أثناء حوار عن قضايا السودان وخصوصا “المفاصلة” والخلاف مع الرئيس (السابق) عمر البشير الذي بلغ ذروته في العام 1999، وكان البشير أعلن قرارات أزاح بموجبها الترابي عن السلطة .
حاورت الراحل الترابي قبل ” المفاصلة” وبعدها، فأدلى بأحاديث ساخنة تستحق جمعها وإعادة نشرها .
في زياراته إلى قطر،، أذهب إليه حاملا صحيفة ” الحياة” اللندنية، كنت أحرص على محاورته ، وكان يوافق على الإدلاء بأحاديث للصحيفة الدولية، خصوصا انه كان غاضبا بشدة بعد ” المفاصلة” .
نشرت له أحاديث أثارت جدلا واسعا وسط سودانيين ومهتمين بالشأن السوداني وغضبا بين أركان نظام البشير(الجديد) من دون الترابي ، اذ انتقد البشير انتقادات لاذعة ، وهو الذي وضعه على كرسي الحكم بانقلاب عسكري في ٣٠ يونيو ١٩٨٩. .
ذات مرة قال لي في اطار ” ونسه” إنني لا استطيع أن أدلي بحديث صحافي من السودان بسبب القمع ولكنك تستطيع أن تحاورني في الدوحة.
أضاف؛ “جماعتنا بحبوك” أي قيادات وأعضاء في حزب ” المؤتمر الشعبي” الذي تحول إلى حزب معارض آنذاك ، وفهمت ضمنيا أن سبب ذلك يعود إلى أنني نشرت أحاديثه التي تنتقد البشير وممارسات نظام ما بعد مرحلة الترابي في صحيفة ( الحياة) اللندنية وبثها في إذاعة مونت كارلو الدولية..
كنت أقوم بدوري المهني من خلال لقاءات صحافية مع شخصية سياسية لعبت أدوارا تاريخية و مثيرة للجدل بين السودانيين ، وكنت حاورت أيضا قيادات سياسية سودانية لا تتفق مع الترابي وحزبه، وهي أيضا مثيرة للجدل بين السودانيين .
أتمسك بدوري الصحافي المهني، وفي هذا الإطار حاورت عددا من السياسيين ، وليس مهما أن اتفق مع أفكارهم أو اختلف مع توجهاتهم.
المهنية عندي تعلو فوق موقفي ورأيي الشخصي.
محاورة الترابي كانت ممتعة لي كصحافي ، كانت أحاديثه تحمل عناوين تجذب أنظار القراء ، كل قراء اللغة العربية، وتثير جدلا ونقاشا وخلافات خصوصا في أوساط السودانيين ..
أحاديث الترابي وقيادات سياسية سودانية رحلت أو ما زالت على قيد الحياة تستحق إعادة النشر للتوثيق .