أخبار وتقاريربريطانيا و أوروبا

البرلمان البريطاني يُقر مشروع قانون “الموت الرحيم”

مشروع القانون يركز على أشخاص "ميؤوس من حياتهم" وأثار جدلا واسعا ورفضته قيادات دينية وسيحال لمجلس اللوردات للتدقيق

لندن- محمد المكي أحمد:

 وافق مجلس العموم البريطاني ( البرلمان) في جلسة سادتها مشاعر متناقضة ، اليوم20 يونيو 2025 ، على مشروع قانون ” الموت الرحيم”   ASSISTED DYING الذي خضع لجدل واسع في الأوساط الإجتماعية والصحية  والدينية  والبرلمانية، وسيحال  إلى مجلس اللوردات ” لمزيد من التدقيق” .

ويجيز مشروع  القانون  لأشخاص  بالغين في انكلترا  وويلز  وصفوا بأنهم ” ميؤوس من حياتهم ” ومصابون بأمراض مميته

 The Terminally  Ill Adults ولا يُتوقع أن  يعيشوا  أكثر من 6 أشهر اختيار إنهاء حياتهم بمساعدة طبية .

لكنه ينص على أن يتمتع  الأشخاص الذين يعانون من أمراض مميتة  بقدرات عقلية كافية تمكنهم  من اتخاذ  القرار، كما اشترط  موافقة طبيبين والمحكمة العليا.

وجرت الموافقة على  مشروع القانون، المثير للجدل بأغلبية بسيطة، تمثلت في 23 صوتا ،  إذ دعمه 314 برلمانيا و رفضه 291 عضوا في البرلمان، وصوت نواب الحزب الحاكم ( العمال) والمعارضة وفي صدارتها حزب المحافطين انطلاقا من معتقداتهم الشخصية لا من منطلق الانتماء الحزبي.

وصًوت  رئيس الحكومة كير ستارمر لصالح مشروع القانون بينما  صوتت ضده  كيمي بادوناك زعيمة حزب المحافظين وهي زعيمة المعارضة.

وشهدت  المملكة المتحدة جدلا في أوساط عدة بشأن مشروع القانون، وطُرحت مخاوف بشأن احتمال اساءة تطبيقه ، وانقسم المجتمع بين من رأوا  أنه ” تصريح بقتل كبار السن”، وبالمقابل حشد الدعم مؤيدون لمشروع القانون، وبينهم “منظمة ” الكرامة في الموت” الداعمة للتشريع الجديد.

ودخل على خط الرفض لمشروع القانون في وقت سابق قيادات دينية بينهم أسقف لندن ورئيس أساقفة وستمنستر الكاردينال الروماني الكاثوليكي، والحاخام الأكبر وممثلون عن الديانات المسيحية والإسلامية واليهودية،  وهندوس وسيخ.، إذ  رأوا أن توفير الرعاية الصحية  عالية الجودة يشكل  الحل الإنساني الحقيقي لمساعدة المرضى ، بدلًا من تشجيعهم على إنهاء حياتهم.

وحذروا وفقا  لصحيفة الاندبندنت  من تأثير مشروع القانون على الفئات الأكثر ضعفًا، ورأوا أنه قد  يفتح  باب الإساءة والإكراه ما يهدد الحياة، وعبروا عن  مشاعر قلق قالوا إن  الكثير من الناس يتقاسمونها ، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين.

ولفتوا إلى أن الرعاية الاجتماعية تعاني من نقص تمويل واضح، ما يجعل بعض المرضى يشعرون بأنهم عبء على عائلاتهم ومجتمعهم، وقالوا  إنه  في هذه البيئة، من السهل أن نرى كيف يمكن أن يتحول “الحق في الموت” إلى “واجب للموت” تحت ضغوط نفسية واجتماعية، ودعوا الحكومة إلى دعم الخدمات الصحية.

لكن مؤيدي مشروع القرار يعتبرون ” الموت الرحيم”   حق  اختيار لمريض يعاني من مرض عضال، ويحتاج إلى مساعدته بـ”الموت الرحيم”، ولوحظ  أن  سيدات مؤيدات لمشروع القانون تظاهرن أمام البرلمان ، ورفعن لافتات تدعم مشروع القانون .

يُشار إلى أن مشروع قانون في هذا الشأن جرى طرحه قبل سنوات عدة، لكنه سقط في البرلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *