أخبار وتقاريرأميركاالاماراتالسعوديةالسودانفلسطينقطر

الإمارت نحو استثمار 1.4  تريليون دولار في أميركا ..  وترمب يزور ” بيت العائلة الإبراهيمية”

هل جرى بحث الأزمة السودانية في اجتماعات أبو ظبي؟ وما ملامح الريادة الإماراتية في مجال استثمارات الذكاء الإصطناعي ؟

محمد المكي أحمد:

أبرزت المحطة الأخيرة ، لجولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخليجية، التي اختتمها  في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم 16 مايو 2025،  عناوين  عدة ، في صدارتها  ما عكسته مداولات  “منتدى الأعمال الإماراتي الأميركي”،  وإعلان الإمارات  أنها  ستستثمر   440 مليار دولار  في قطاع الطاقة   الأميركي بحلول العام 2035 كجزء من خطتها لتنفيذ استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة.

ترمب  يتجول في “بيت العائلة الإبراهيمية”

زيارة  ترمب إلى ” بيت العائلة الإبراهيمية” في أبو ظبي  شكلت  حدثا وعنوانا بارزا في اليوم الثاني والأخير لزيارة ترمب لأبوظبي.

 يُشار إلى أن ” بيت العائلة الإبراهيمية” يضم مسجدا للمسلمين وكنيسة للمسيحيين  وكنيسا لليهود ، ولوحظ أن رجال دين مسلمين  ومسيحيين ويهود استقبلوا الرئيس الأميركي الذي كتب في السجل التذكاري مُشيدا بـ ” شعب رائع وقيادة مذهلة”.

وفي أول تعليق على زيارة ترمب  للبيت الإبراهيمي ، رأت وزارة الخارجية  الأميركية أن “بيت العائلة الإبراهيمية يشكّل رمزًا راسخًا للتسامح الديني والتعايش الإنساني”.

وأضافت أن “. الرئيس ترامب  زار هذا الصرح الفريد الذي يجسّد القيم المشتركة بين الديانات الإبراهيمية. وتُجدد هذه الزيارة التزام كل من الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة ببناء عالم يسوده السلام والازدهار والتفاهم بين الشعوب”.

وكان مسؤولون إماراتيون قالوا في وقت سابق إن هذا البيت الإبراهيمي “ينقل رسالة السلام وقيم التفاهم والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات الثلاث و ” يعكس رؤية دولة الإمارات لتلاقي الإنسانية وحوار الثقافات، في دولة تحتضن أكثر من 200 جنسية”.

إشادة بقادة السعودية وقطر والإمارات

حرص ترمب على الإشادة  مجددا  بـ”العلاقة الاستراتيجية مع السعودية وقطر والإمارات”، ووصف نتائج زيارته للدول الثلاث بـ “المثمرة”،  و أثنى  على  ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس دولة الإمارات. و وصف ترمب، الشيخ محمد بن زايد  بأنه  “قائد قوي ورجل عظيم”، وقال ” أتمتع  بعلاقة قوية مع القادة الذين التقيتهم في جولتي بالمنطقة”،  ورأى أن ” العلاقة الشخصية ( مع هؤلاء القادة) أهم عندي من اي شيء آخر” وخلُص  إلى أن  نتائج جولته الخليجية ” ستعزز الاستقرار في الشرق الأوسط”.

مجمع الذكاء الصناعي  الإماراتي الأميركي

 تدشين مجمع الذكاء الاصطناعي في أبو ظبي بحضور محمد بن زايد وترمب شكًل  عنوانا من أبرز عناوين زيارة ترمب للإمارات، وأكد ريادة الإمارت خليجيا وعربيا في  مجال استثمارات الذكاء الاصطناعي .

 تبلغ  سعة المجمع  5 جيجاوات، ووصف بأنه  ” الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة”

وافادت وكالة الأنباء الإماراتية  أن المجمع سيضم  شركات أميركية قادرة على الاستفادة من الإمكانات لتوفير خدمات الحوسبة الإقليمية مع إمكانية خدمة دول الجنوب ، و سيوفر سعة قدرها 5 جيجاوات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، ما يخلق منصة إقليمية تمكن الشركات الأميركية العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم.

استخدام الطاقة النووية والشمسية وطاقة الغاز

وذُكر أن المجمع، سيستخدم  بعد اكتماله، الطاقة النووية ، والطاقة الشمسية وطاقة الغاز، لتقليل الانبعاثات الكربونية، و سيضم مركزاً علمياً يُسهم في دفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
ورأى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة “إن المجمع يمثل نموذجاً للتعاون المستمر والبناء بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يجسّد التزام الإمارات بتعزيز آفاق الابتكار والتعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يُرسّخ مكانة الدولة مركزاً رائداً للأبحاث المتطورة والتنمية المستدامة، ويحقق مصلحة البشرية جمعاء”.

شراكة استثمار  في الذكاء الأصطناعي

واعتبر هوارد لوتنيك، وزير التجارة الأميركي، إن مجمع الذكاء الاصطناعي في الإمارات يطلق شراكة تاريخية في الشرق الأوسط في مجال الذكاء الاصطناعي بين البلدين، ويعزز الاستثمارات الكبيرة في أشباه الموصلات المتقدمة ومراكز البيانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودولة الإمارات، وقال إن شركات أميركية ستتولى تشغيل مراكز البيانات في دولة الإمارات، وتُقدّم خدمات سحابية مُدارة من الطرف الأميركي في جميع أنحاء المنطقة.

الإمارات تستخدم الذكاء الصناعي في قطاعات حكومية

وأشارت وكالة الأنباء الإماراتية  إلى  أن  الإمارات تعمل على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية وقطاعات الأعمال، وأنها  الدولة الأولى التي تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017، كما قامت في عام 2019 بتأسيس جامعة متخصصة للذكاء الاصطناعي هي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وأضافت أن  الإمارات من أوائل الدول التي أطلقت إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، وهي إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والإمارات في طريقها لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي.

تأكيد ترمب بشأن غزة والمجاعة

 الماساة الإنسانية  الحالية في غزة ، سجلت  حضورا  في مداولات ترمب في الإمارات، و  أكد في هذا الشأن  سعيه إلى إنهاء الحرب في غزة، وقال” سنجد حلا” وقال أن “كثيرا من الناس هناك يتضورون جوعا “.

الملف الإيراني ودور سلطنة عمان

الملف الإيراني سجل ايضا حضورا في مداولات ترمب في الإمارات،  وقال في هذا الشأن  ” بطريقة أو بأخرى سنتعامل مع إيران” ويُشكل هذا  مؤشرا إلى التطورات الايجابية المتسارعة  في مفاوضات الملف النووي،  التي تشهدها سلطنة عمان، التي تلعب دورا ايجابيا وحيويا في هذا الشأن، من خلال وساطتها و استضافتها للاجتماعات الأميركية الإيرانية، كما لعبت مسقط  دورا مهما في توصل واشنطن و” الحوثيين” إلى اتفاق بين الجانبين أوقف الضربات الأميركية في اليمن ومنع  استهداف السفن  .

ترمب  مرتاح لاتفاقه التجاري مع بريطانيا

وبدا ترمب مرتاحا لتوقيع بلاده اتفاقا تجاريا مع بريطانيا بعدما فرض رسوما جمركية  مرتفعة  على عدد من الدول  في 2 أبريل 2025  وطالت حلفاء أميركا في أوروبا  ، وقال ” توصلنا لاتفاق تجاري رائع مع بريطانيا، كما توصلنا لاتفاق آخر مع الصين”.

 هل جرى بحث الملف السوداني؟

رغم أن الجانبين الأميركي والإماراتي لم يشيرا  في تصريحات إلى بحث ملف الأزمة السودانية، والأزمة بين السلطات العسكرية في السودان والإمارات، فان مصدرا خليجيا اكتفى بالقول ردا على سؤال لموقعي الإلكتروني ( إطلالة)  إن ” كل الملفات الإقليمية والدولية نوقشت في لقاءات ترمب مع قادة خليجيين”.

ويشير مصدر خليجي مطلع على تطورات الأوضاع في المنطقة إلى أن دليل الاهتمام الخليجي والأميركي في هذه الفترة بالملف السوداني أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، في خطابه لدى افتتاحه  القمة الخليحية الأميركية في الرياض، في 14 مايو 2025 بحضور ترمب ، إذ قال في تأكيد مهم ،  وواضح الدلالات، “سنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية أمريكية، وصولًا إلى وقف إطلاق نار كامل في السودان”.

وبينما توقعت مصادر خليجية متطابقة تحدثت لموقعي الالكتروني ( إطلالة) أن تجرى اتصالات وتحركات بشأن السودان  قريبا، يبدو  أن الكرة الآن في ملعب طرفي الحرب في السودان ، للرد عمليا لا كلاميا على الموقف الذي أعلنه ولي العهد السعودي، ويحظى بدعم أميركي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *