أخبار وتقاريرالسودان

الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع والجيش تقتل عشرات المدنيين في كُردفان

11 مدنيا من أسرة واحدة قتلوا بغارة جوية في محلية بارا والأوضاع الإنسانية تتدهور في شمال دارفور

لندن- محمد المكي أحمد:

كشفت الأمم المتحدة تفاصيل جديدة عن  عدد القتلى المدنيين الذين  سقطوا بهجمات شنتها قوات الدعم السريع والجيش السوداني في إقليم كردفان بالسودان، وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن العشرات من المدنيين  قتلوا في ظل استمرار الأعمال العدائية في هذا الإقليم خلال الأسبوع الماضي.

و أكدت المفوضية  “مقتل ما لا يقل عن 60 مدنيا في هجمات نفذتها قوات الدعم السريع على بلدة بارا بولاية شمال كردفان منذ 10 يونيو 2025،  وأن منظمات مجتمع مدني أفادت  بمقتل 300 شخص في هذه الهجمات”.

وأضافت “أن  تقارير أفادت بمقتل ما لا يقل عن 23 مدنيا وإصابة أكثر من 30 آخرين، جراء غارات جوية نفذتها القوات المسلحة السودانية استهدفت قريتين في ولاية غرب كردفان في الفترة بين 10 و14 يوليو 2025 “.

ولفتت المفوضية  السامية لحقوق الإنسان إلى “أن ما لا يقل عن 11 مدنيا – جميعهم من أسرة واحدة –  قتلوا جراء غارة جوية نفذتها القوات المسلحة السودانية على محلية بارا في 17 يوليو 2025.”

وقال  المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان  “من المؤسف أنه بعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع، لا تزال الأطراف المتحاربة في السودان تُظهر استخفافا صارخا بحياة المدنيين وسلامتهم”. و”تأتي هذه الخسائر البشرية الأخيرة بينما تتوالى تقارير مقلقة بشأن حشد قوات الدعم السريع لشن هجوم على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان”.

قلق بشأن سلامة  المدنيين في الفاشر

وأعرب مفوض حقوق الإنسان عن قلقه المستمر إزاء سلامة المدنيين في مدينة الفاشر، بشمال دارفور، في أعقاب سلسلة من الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع على المدينة المحاصرة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك هجوم بري وقع في 11 و12 يوليو، وأفادت تقارير الأمم المتحدة بأن الهجوم  أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

وشدد تورك على  أن تصاعد الأعمال العدائية في شمال دارفور وكردفان لن يؤديَ إلا إلى تفاقم المخاطر التي تهدد المدنيين، وتدهور الوضع الإنساني الكارثي في نزاع ألحق بالفعل معاناة لا توصف بالشعب السوداني.

ودعا المفوض السامي جميع من لهم نفوذ على الأطراف التحرك لوقف هذا التصعيد وضمان امتثال الطرفين المتحاربين لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، لا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

كما  جدد دعوته الأطراف المتحاربة إلى ضمان وصول آمن، مستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك عبر إقرار فترات توقف إنساني، واتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع انتهاكات القانون الدولي ولجمها. وشدد على ضرورة التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة بشكل كامل ومستقل، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

الوضع الإنساني في شمال دارفور

من جهته، أطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تحذيرا أكد فيه أن الوضع الإنساني في ولاية شمال دارفور يتدهور بسرعة بسبب الصراع المستمر والفيضانات وانهيار الخدمات الأساسية.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن  الأمطار الغزيرة والفيضانات في وقت سابق من هذا الأسبوع  تسببت في تدمير عشرات المنازل في منطقة دار السلام الواقعة جنوب الفاشر، مما أدى إلى نزوح أكثر من 400 شخص. وبحسب ستيفاني تريمبليه من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، تقيم العائلات النازحة حاليا مع المجتمعات المضيفة التي تعاني هي الأخرى.

وقالت تريمبليه إن العنف لا يزال يوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين، مشيرة إلى التقارير التي تفيد بمقتل خمسة أطفال خلال قصف على الفاشر، حيث يستمر القتال على جبهات متعددة. كما أفادت تقارير بمقتل ستة أشخاص جراء قصف على سوق نيفاشا في مخيم أبو شوك المنكوب بالمجاعة.

وأكدت أن الصراع حال دون وصول الناس إلى الغذاء والدواء والرعاية الصحية، مع تضرر أو تدمير العديد من المرافق الصحية. ويعاني مستشفى الفاشر للولادة – وهو المستشفى الرئيسي الوحيد الذي لا يزال يعمل في المنطقة – من اكتظاظ بالمرضى، ونقص حاد في الموظفين والموارد.

 وبشأن انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد، قال برنامج الأغذية العالمي،إن سعر سلة الغذاء المحلية ارتفع بنسبة 15% في شهر واحد فقط، لتصبح أكثر من ضعف ما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي. و قالت تريمبليه: “يدفع موسم الجفاف، الذي يستمر حتى تشرين أكتوبر 2025، المزيد من الأسر نحو الجوع، مع اضطرابات السوق ومحدودية الدخل مما يجعل الوصول إلى الغذاء أمرا صعبا بشكل متزايد”.

وقال تقرير الأمم المتحدة في هذا الشأن أن المسؤولة  الأممية  جددت دعوات المنظمة الدولية إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والوصول دون عوائق عبر الحدود وخطوط الصراع، وزيادة التمويل الدولي للاستجابة لهذه الأزمة المتصاعدة في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *