أخبار وتقاريرافريقياالسودانمصر

إثيوبيا تفتتح سد النهضة “فخر إفريقيا “وسط حضور إفريقي

أبي أحمد في رسالة طمأنة جديدة" المشروع  لن يضر بالسودان ومصر".. وقادة أفارقة أشادوا بالمشروع

محمد المكي أحمد:

في خطوة يعتبرها الإثيوبيون تاريخية،وتضع السودان ومصر أمام الأمر الواقع، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم،  الثلاثاء،  9 سبتمبر 2025 افتتاح سد النهضة.

 و أقيم  السد على النيل الأزرق، وهو رافد أساسي من روافد نهر النيل، وتبلغ كلفته  نحو  خمسة مليارات دولار ، ووصف بأنه ” أكبر محطة للطاقة الكهرومائية” في إفريقيا.

 وفرض  الحدث  وجوده ، من دون التوصل إلى “اتفاق ملزم”  كما صرح بذلك، خلال سنوات مضت، مسؤولون في  السودان ومصر، بشأن  تشغيل وملء السد.

خطوات أحادية

 وكان مسؤولون في الخرطوم والقاهرة وصفوا الخطوات الإثيوبية في وقت سابق  بأنها ” أحادية”، لكن أبي أحمد  جدد التأكيد في يوم افتتاح السد بأن هذا المشروع  لن يضر بالسودان ومصر، و نوًه قادة أفارقة بهذا المشروع التنموي.

ورغم ذلك هناك مخاوف سودانية ومصرية،  وانتقادات شديدة للحكومة الإثيوبية ، خصوصا بشأن  التشغيل الأحادي، الذي قد يضر بحقوق البلدين المائية، إذ أن مياه النيل هي شريان حياة للبلدين.

لكن تكرر  إثيوبيا  أن السد  لن يضر بالسودان ومصر ، وأن للسد  فوائد تنموية عدة في صداراتها إيصال الكهرباء لعدد كبير من البيوت الإثيوبية.

مشاركة قادة أفارقة

وفي مشاركة  لافتة، وتعكس دلالات سياسية ،  شهد  تدشين  السد عدد من  القادة الأفارقة، و حضر الإفتتاح  سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان ، ووليام ساموي روتو، رئيس جمهورية كينيا،  و إسماعيل عمر جيله رئيس جيبوتي ، وحسن شيخ محمود رئيس الصومال، وميا أمور موتلي رئيس وزراء بربادوس، وراسل مميسو دلاميني رئيس وزراء مملكة إيسواتيني، كما حضر الإفتتاح كبار   المسؤولين الإثيوبيين،  و من دول أخرى.

مقاطعة سودانية مصرية متوقعة

وقاطعت الحكومة المصرية، وحكومة سودانية تتخذ من بورتسودان مقرا لها حفلة الإفتتاح، وقال أبي أحمد  في البرلمان في يوليو الماضي  أنه سيوجه  دعوة للبلدين  لحضور الإحتفال.

وكان قال “سنوجه دعوة رسمية من على منصة البرلمان لإخواننا في مصر  والسودان للمشاركة في احتفال الافتتاح عندما يحين سبتمبر وتنتهي الأمطار”، ورأى  أن سد النهضة  ” فرصة للتعاون الإقليمي وليس للصراع”.

وشدد  على أن”سد النهضة لن يسبب ضررا لمصالح مصر والسودان” و أن “سد أسوان لم يفقد حتى لترا واحدا من مياهه بسبب السد الإثيوبي”.

و أرسل أيضا  رسالة قبل الإفتتاح بقوله  “هناك من يحاول عرقلة افتتاح السد، لكنهم لن يتمكنوا من ذلك”، وجدد  استعداد حكومته  مواصلة الحوار.

فخر إفريقيا

ويفاخر الإثيوبيون  بمشروع السد ويصفونه بأنه “فخر إفريقيا”، ولفتت وكالة  الأنباء الإثيوبية إلى أنه “على عكس العديد من المشاريع الإفريقية الكبرى التي تعتمد على الديون الخارجية، مُوِّل سد النهضة بالكامل تقريبًا من قِبل الشعب الإثيوبي “.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، وصف في وقت سابق سد النهضة، بأنه “دليل على قوة إثيوبيا حين تتوحد”، و أن السد  “لم يكن مجرد مشروع وطني، بل إنجازًا تاريخيًا يخص إفريقيا بأكملها” وفقا  لوكالة الأنباء الأثيوبية.

وقال  في هذا السياق إن  “سد النهضة وُلد من قلوب الملايين، ومُوِّل من شعبنا، وبُني بتضحياتهم، وشهادة حية على الرؤية المشتركة والإرادة الراسخة والعمل الجماعي”.

 ويتوقع أن تصدر بيانات أو تعليقات رسمية  من بورتسودان والقاهرة بشان هذا الحدث، الذي بات أمرا واقعا، وفي حال اتسمت بالتهدئة ، فانها قد تساهم في فتح آفاق جديدة، لحوار يصب في مجرى مصالح شعوب الدول الثلاث وإفريقيا.

رابط ثلاث مقالات نشرتها  في وقت سابق:

دلالات فوز أبي أحمد بجائزة نوبل للسلام

هل خسر السودان ومصر .. وربحت إثيوبيا في نيويورك؟

.

السودان ومصر وإثيوبيا .. تفاهمات أم  فقدان للبوصلة؟

‫4 تعليقات

  1. اعتقد ان علي بلدنا السودان العمل بعقلانية و واقعية و يحسن التفاوض بموضوعية و التعامل مع إثيوبيا حتي يستفيد سودانا الفائدة القصوي من هذا السد،و ذلك يتطلب تكوين فرق عمل من الخبراء في كآفة المجالات مثل مهندسو السدود و المياه و الطاقة و الكهرباء و الزراعيون و الاقتصاديون و الدبلوماسيون و موطنو النيل الأزرق الكبري من الكرمك و قيسان حتي حدود ولاية الخرطوم و هلم جرا.
    اعتقد إذا احسنا ذلك حتي نصل لتكوين مفوضية مستدامة للتعامل مع سد النهضة قد تفوق استفادتنا إثيوبيا نفسها و ذلك لقيام عدة مشروعات تنموية زراعية و صناعية و غبرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *