أخبار وتقاريرقطر

أمير قطر: انفتاح على الأفكار الجديدة ورفض التعصب واستقطاب كفاءات عربية ودولية

رسالة للقطريين وتشديد على تطوير العدالة وإدانة الإبادة الجماعية في غزة ورفض الاحتلال والظلم والعنصرية والعداء للسامية والإسلاموفوبيا

محمد المكي أحمد:

في خطاب تناول أولويات البناء الداخلي والآفاق المستقبلية  ومرتكزات السياسة الخارجية، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على “أننا نؤمن أن رأس المال البشري هو الثروة الحقيقية لأي دولة”.

وقال “إننا ماضون في تطوير منظومة التعليم والتدريب، وتأهيل كوادرنا الوطنية للمستقبل، لاستيعابهم في سوق العمل على أساس التحصيل والكفاءة والإنجاز”.

وأضاف لدى مخاطبته اليوم دور انعقاد جديد لـ” مجلس الشورى” إن “هذه العملية تُستكمل باستقطاب أفضل الكفاءات العربية،  والعالمية لسد احتياجات الدولة وسوق العمل القطري”.

رسالة للقطريين

ووجه رسالة للقطريين ذات أبعاد ودلالات ، بقوله  ” علينا  أن نحمد الله على نعمه وأن نتذكر أن هذه النعم لا تدوم إلا من خلال الجهد الدؤوب في الحفاظ عليها وتطويرها والاستثمار فيها لخير المجتمع والأجيال القادمة”.

وبينما أكد استقرار الوضع الاقتصادي  قال إن قطر حققت  “قفزات نوعية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي”.

 وشدد علىى أهمية “الارتقاء بالإنسان وقيمه وهويته الحضارية، الأصيلة دون تعصب، والمنفتحة دون استلاب وضياع”.

الارتقاء بدور المواطن

ورأى أن المرحلة تتطلب الارتقاء بدور المواطن وإدراكه لمسؤولياته، كما تتطلب الانفتاح على الأفكار الجديدة، وأعلن حرصه على تطوير أنظمة العدالة ووضع الآليات اللازمة لضمان سرعة الفصل في الدعاوى، باعتبار أن العدالة البطيئة نوع من الظلم.

إدانة الانتهاكات في غزة

وحظيت حقوق الشعب الفلسطيني باهتمام الأمير تميم، ووصف “ما جرى في قطاع غزة خلال العامين الماضيين” بأنه ” إبادة جماعية” وانتقد عجز  الشرعية الدولية عن فرض احترامها حين يتعلق الأمر بمأساة الشعب الفلسطيني .

وأدان “جميع الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية في فلسطين ولا سيما تحويل قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة البشرية”

وأدان “مواصلة خرق وقف إطلاق النار، وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، ومساعي تهويد الحرم القدسي الشريف”  وشدد على أن “قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ومن الدولة الفلسطينية الموحدة “.

العداء للسامية والاسلاموفوبيا

وأكد الشيخ تميم أن “موقف قطر  المبدئي يرفض كافة أشكال الاحتلال والظلم والعنصرية بما فيها العداء للسامية والإسلاموفوبيا.”

وشدد على أن  قضية فلسطين ليست قضية إرهاب، بل قضية احتلال مديد”ورأى أنه ” آن أوان وضع حد له”  لتحقيق السلام العادل الذي “يضمن الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وقال “إلى  حين التوصل إلى التسوية العادلة المنشودة لقضية فلسطين يتعين على المجتمع الدولي توفير الحماية للشعب الفلسطيني والتضامن معه في سعيه لنيل حقوقه المشروعة، وضمان عدم إفلات مرتكبي الإبادة من المحاسبة”.

جهود وقف الحرب في غزة

ولفت إلى “أن دولة قطر كثفت منذ أكتوبر 2023 جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب البشعة على قطاع غزة، كما بذلت مساعي مضنيةً في أعمال الوساطة من أجل وقف إطلاق النار الذي تحقق مؤخرًا وإطلاق سراح الأسرى والرهائن وإنهاء الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق”.

دعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية

ونوّه  بما وصفه بـ ” موجة التضامن الدولي العارمة مع الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين من أكثر من 150 دولة” وقال  “إننا نتطلع أن يسهم هذا التوجه في دعم حصولها ( دولة فلسطين) على العضوية الكاملة لدى الأمم المتحدة دون تأخير أو تردد وفي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية فعلًا.”

جهود الوساطة وانتهاكان

وبشأن ما تقوم به  قطر  من جهود وساطة قال إنها “مقدرة على الصعيد الدولي” مشيرا إلى أهميتها  ” في حل النزاعات وفي العمل الإنساني، ولفت إلى أن ” لهذا الجهد ثمن أيضًا” وقال إن بلاده  “تعرضت إلى انتهاكين مدانين ومستنكرين لسيادتها، مرةً من جانب إيران والثانية من جانب إسرائيل”.

وأضاف “في المرة الثانية طال العدوان حيًا سكنيًا مستهدفًا أعضاء وفد حماس المفاوض، واستشهد جراء القصف ستة أفراد، هم مواطن قطري وخمسة من أشقائنا الفلسطينيين، وقد أدان العالم كله الاعتداءين وخرجت قطر منهما أكثر قوةً وحصانة”.

استقرار الاقتصاد 

وكان تميم استهل خطابة بتناول الشؤون الداخلية، وركز على ما تشهده قطر من نهضة اقتصادية وخطط مستقبلية وركز على بناء الغنسان  القطري .

ورأى أن النجاح “بفضل الله تم بفضل السياسات العقلانية المتوازنة من الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي وثقة المستثمرين بقدرتنا على إدارة مواردنا بكفاءة عالية.’’
وكشف أن  استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة تهدف  إلى تحقيق سبع نتائج وطنية رئيسية للسنوات الخمس القادمة، وتشمل ستة عشر قطاعًا وثمانية تجمعات اقتصادية.

وقال إن المؤشرات تكشف عن أداء اقتصادي واعد حيث يحافظ الاقتصاد القطري على وتيرة نمو قوية فقد سجل نسبة نمو بلغت %2.4 في العام 2024 ونسبة 1.9% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2025. ولعبت القطاعات غير الهيدروكربونية دورًا أساسيًا وداعمًا للتنمية المستدامة.
وبشان “رؤية قطر الوطنية 2030”   قال إن مؤسسات الدولة  تواصل جهودها في ترجمتها إلى واقع ملموس، وهو ما يعكس الالتزام بتحقيق التطلعات التنموية المستدامة والشاملة.

قفزات في مجال الطاقة

وأشار إلى أن  بلاده حققت  خلال الفترة السابقة قفزات نوعية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي، إلى جانب تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات في القطاعات التنافسية مثل التكنولوجيا والسياحة، ورأى أن ثمة حاجة إلى العمل على مضاعفة الجهود لتحقيق مزيد من الإنجازات في هذه المجالات.

وقال إن القطاع المالي حافظ على متانته، مدعومًا بارتفاع الاحتياطيات الدولية والسيولة بالعملات الأجنبية لمصرف قطر المركزي في نهاية العام 2024، بزيادة قدرها 3.7% على أساس سنوي مقارنةً بنهاية العام 2023، مع بقاء التصنيف الائتماني للاقتصاد القطري عند مستويات مرتفعة لدى كبرى وكالات التصنيف العالمية.

 واعتبر ان ذلك يؤكد مرونة دولة قطر وجاذبيتها المستمرة كوجهة استثمارية آمنة ومستقرة.

السياسة المالية ” منضبطة”

ولفت إلى أن قطر   تطبق سياسة مالية قائمة على الانضباط والاستدامة من خلال اعتماد سعر تقديري متحفظ للنفط لضمان واقعية الإيرادات وإدارة الموارد بكفاءة مع إعطاء الأولوية للمشاريع والبرامج التي تشكل ركائز أساسية في استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، خاصةً في مجالات التنوع الاقتصادي وتنمية رأس المال البشري وتعزيز الابتكار.

نمو قطاع الطاقة رغم التحديات

وأكد أن  قطاع الطاقة  واصل نموه الواثق رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، وتجاوز آثار الصراعات الإقليمية مع ضمان استمرار الإنتاج والإمدادات العالمية للطاقة دون انقطاع، مشيراًَ إلى أن “قطر للطاقة” تمضي في تنفيذ مشاريعها داخل وخارج دولة قطر.
وبشان  الطاقة المتجددة، لفت إلى  افتتاح  محطتين للطاقة الشمسية في راس لفان ومسيعيد، ورأى أن هذا ” إنجاز يؤكد التزامنا الثابت بمسار الاستدامة البيئية والانتقال التدريجي نحو الطاقة النظيفة.’’

التنمية البشرية والاستثمار في التعليم
وتميز خطاب تميم بتركيز ه على التنمية البشرية، إذ قال ” لا تنفصل التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية عمومًا عن الاستثمار في التعليم، فهو الأساس الذي تقوم عليه نهضتنا، وهو الوسيلة التي نصنع بها مستقبلنا.”
وشدد على “إننا نؤمن أن رأس المال البشري هو الثروة الحقيقية لأي دولة، ولذلك فإننا ماضون في تطوير منظومة التعليم والتدريب، وتأهيل كوادرنا الوطنية للمستقبل، لاستيعابهم في سوق العمل على أساس التحصيل والكفاءة والإنجاز، وبحيث تستكمل هذه العملية باستقطاب أفضل الكفاءات العربية والعالمية لسد احتياجات الدولة وسوق العمل القطري”.

المرحلة تتطلب الارتقاء بدور المواطن

ورأى أن المرحلة تتطلب الارتقاء بدور المواطن وإدراكه لمسؤولياته، كما تتطلب الانفتاح على الأفكار الجديدة ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي على المستوى العالمي.
ووفي حين أكد أهمية الارتقاء بمستوى المعيشة والرفاه الاجتماعي   لفت في إشارة مهمة إلى ” بعض المظاهر السلبية التي تصاب بها المجتمعات الاستهلاكية إضافةً إلى تفاقم نزعة الاتكال على الدولة.”

 وقال علينا جميعًا مسؤولية الارتقاء بالإنسان وقيمه وهويته الحضارية، الأصيلة دون تعصب، والمنفتحة دون استلاب وضياع. وتشجيع الشباب على البحث عن معنًى وهدف لحياتهم من خلال العمل وتطوير أنفسهم والإسهام في خير الوطن والمجتمع.
النعم لا تدوم الا بالجهد الدؤوب

وخاطب القطريين بقوله ” علينا  أن نحمد الله على نعمه وأن نتذكر أن هذه النعم لا تدوم إلا من خلال الجهد الدؤوب في الحفاظ عليها وتطويرها والاستثمار فيها لخير المجتمع والأجيال القادمة” وشدد  على أهمية التربية الأسرية. وقال   “سبق أن دار حديث بيني وبين أعضاء مجلس الشورى حول أهمية دور الأسرة في عملية التربية وضرورة اضطلاع الوالدين مباشرةً بعملية تربية الأطفال.”

دعم القطاع الخاص
وأكد أن  دولة قطر تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم وتحفيز القطاع الخاص، و لتعزيز تنافسية القطاع الخاص تعمل على برنامج يهدف إلى فتح مجالات استثمارية في مشروعات وأصول منتقاة تخلق فرصًا للقطاع الخاص في إدارتها وتشغيلها بما يعزز جذب الاستثمارات الأجنبية ويرفع من كفاءة التشغيل والإنفاق في قطاعات حيوية مختارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *