
محمد المكي أحمد:
أوضحت الأمم المتحدة إن تقديرات السلطات المحلية في “ولاية النيل الأزرق” بالسودان تشير إلى أن أربعة آلاف نازح من أولو وبلدات أخرى في منطقة باو يتجهون نحو مدينة الدمازين، عاصمة الولاية، التي تبعد حوالي 230 كيلومترا.
وأعربت المنظمة الدولية في هذا السياق عن “قلقها إزاء وضع الفارين من انعدام الأمن في ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان”، مشيرة أيضا إلى “صعوبة وصول العاملين في المجال الإنساني اليهم”.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن حوالي 600 شخص وصلوا إلى مدينة الدمازين حتى الآن، وإنهم يقيمون في موقع للنازحين.
وجاء في ” أخبار الأمم المتحدة” أن دوجاريك رأى في حديثه للصحافيين في 7 أبريل 2025 “إن استمرار انعدام الأمن والقيود البيروقراطية حال دون وصول شركاء الأمم المتحدة الإنسانيين إلى المناطق المتضررة، وقال ندعو مجددا إلى توفير وصول إنساني آمن ومستدام ودون عوائق لجميع المحتاجين”.
وكشف دوجاريك أنه تم الإبلاغ أيضا عن وصول وافدين جدد من جنوب السودان إلى أجزاء أخرى من ولاية النيل الأزرق في الأسابيع الأخيرة “ ما يدل على التعقيد المتزايد للوضع في المنطقة”.
يُشار إلى أن دولة جنوب السودان تشهد في هذه الفترة إضطرابات أمنية وخلافات سياسية حادة .
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش حذر من أن دولة جنوب السودان – أحدث دولة في العالم ومن أفقرها – تشهد “حالة طوارئ أمنية” تتضمن تصاعد الاشتباكات، وقصفا جويا للمدنيين – بمن فيهم النساء والأطفال – ووجود قوات خارجية، وتوسعا إقليميا للصراع.
ولفت في تحذيره، في 28 مارس 2025، إلى “أزمة نزوح” تعصف بالبلاد حيث عبر أكثر من مليون شخص الحدود من السودان منذ بدء القتال هناك، مشيرا إلى الانهيار الاقتصادي مع تراجع عائدات النفط وارتفاع التضخم بمعدل 300في المائة.
وحذر من تداعيات ” عاصفة كاملة” من الأزمات المتفاقمة التي تهددها بالانزلاق إلى حرب أهلية ، وحض قادة البلاد على ” الحوار وخفض التصعيد”.
و قال ” الآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب أن يسمع قادة جنوب السودان رسالة واضحة وموحدة ومدوية: ألقوا الأسلحة. ضعوا شعب جنوب السودان بأكمله في المقدمة”.
وأكد أن “الاضطرابات السياسية” بلغت ذروتها مؤخرا باعتقال النائب الأول للرئيس، ريك مشار، ما أدى إلى وضع اتفاق السلام “في مهب الريح”.
وأضاف أن جنوب السودان يعيش “كابوسا إنسانيا” حيث يحتاج نحو ثلاثة من كل أربعة مواطنين إلى المساعدة، ويعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع تفشي وباء الكوليرا.