لندن ( إطلالة)
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن التصاعد الشديد للعنف، في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، أجبر نحو 26 ألف شخص على الفرار في الأيام الأخيرة “وهم في حالة من الرعب”، وأن آلاف المدنيين عالقين داخل المدينة “دون خيارات تذكر”.
وأفادت مديرة مكتب المفوضية الفرعي في بورتسودان، جاكلين ويلما بارليفليت في مؤتمر صحافي في جنيف ، بأن تقارير تفيد بأن” دخول قوات الدعم السريع إلى عاصمة شمال دارفور أثار خوفا واسع النطاق بين العائلات “التي نجت من 500 يوم من حصار ونزاع دون هوادة”.
نقاط تفتيش وابتزاز ومضايقات
وأوضحت أن الفارين من المدينة واجهوا نقاط تفتيش مسلحة، وتعرضوا “للابتزاز، والاعتقالات التعسفية، والاحتجاز، والنهب، والمضايقة، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان”.
بلاغات عن إعتداءات جنسية
ووفقاً لتقرير للأمم المتحدة، أشارت بارليفليت، في إحاطتها للصحافيين عبر الفيديو أمس ، إلى “الإبلاغ عن انتشار الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات على يد الجماعات المسلحة أثناء الهجمات وأثناء فرارهن، إلى جانب تقارير عن عمليات إعدام مروعة في الفاشر”.
وفي حين أعربت عن قلق المفوضية البالغ إزاء محنة الفئات الضعيفة الأخرى، بمن فيهم الأشخاص من ذوي الإعاقة، قالت: ” إن المفوضية تحث تحث بشدة جميع الأطراف على الامتناع عن ممارسة العنف، وخاصة الهجمات ضد المدنيين على طول طرق النزوح، وشددت على أنه من الواجب عدم استهداف المدنيين مطلقا، وضمان مرورهم الآمن”.
ودعت بارليفليت إلى توفير ممرات آمنة وفورية ودون عوائق للجهات الإنسانية الفاعلة من أجل الوصول إلى المحتاجين، مؤكدة أن “الامتثال للقانون الدولي الإنساني واجب وليس خيارا”.
سوء تغذية وصدمات نفسية
وأفادت المفوضية وشركاؤها بوصول عائلات إلى طويلة من الفاشر، وهم يعانون من سوء التغذية والمرض والصدمات النفسية جراء رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، وخاصة الأطفال.
وأكدت أنها تقدم مساعدات إغاثية وخدمات أساسية للأسر النازحة، بما في ذلك المأوى والضروريات والمساعدة النقدية، وهناك مزيد من المساعدات التي تنتظر تأمين ممرات آمنة لها.
وقالت إن انقطاع الاتصالات بشكل كبير جعل من الصعب الحصول على آخر المعلومات من المدنيين الذين ما زالوا في الفاشر، كما أن انعدام الأمن الحالي يواصل إعاقة سبل الوصول، “مما يحول دون إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المحاصرين في المدينة دون طعام وماء ورعاية طبية”.
وأكدت المفوضية أنها ستواصل جهودها بالتعاون مع الوكالات الأممية وشركائها لتقديم الدعم للسكان في جميع أنحاء السودان، على الرغم من انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية، إلا أن العملية الإنسانية تواجه نقصا حادا في التمويل، حيث لم يُموّل النداء الإنساني للعام الحالي سوى بنسبة 27%، في حين تستمر الاحتياجات في التزايد.
تدفق أسلحة ومقاتلين
ولفت الأمم المتحدة في تقريرها إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أعرب مساء الاثنين 27 تشرين أكتوبر، عن القلق البالغ بشأن التصعيد العسكري الأخير في الفاشر.
وأدان بشدة التقارير التي تفيد بارتكاب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وخروقات حقوق الإنسان، بما في ذلك الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية والعنف القائم على النوع الاجتماعي والهجمات بدوافع عرقية وإساءة المعاملة.
وفي بيان منسوب للمتحدث باسمه، جدد الأمين العام دعوته للإنهاء الفوري للحصار المفروض على الفاشر، والسماح بالوصول الآمن والعاجل وبدون عوائق للمساعدات الإنسانية وإلى جميع المدنيين المحتاجين.
وقال البيان إن الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور، وعلى مدى أكثر من 18 شهرا، كانت بؤرة المعاناة، إذ إن مئات آلاف المدنيين عالقون في حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع مع حدوث خسائر في الأرواح كل يوم بسبب سوء التغذية والأمراض والعنف.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان، بما يسهم بشكل أكبر في الوضع المتردي، وطالب بإنهاء ذلك على الفور.
وجدد غوتيريش دعوته للوقف الفوري للأعمال العدائية، وحث القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط فورا مع مبعوثه الخاص للسودان رمطان لعمامرة، واتخاذ خطوات عاجلة وملموسة باتجاه تسوية متفاوض عليها.

