
لندن- ( إطلالة)
دخلت “متلازمة غيلان باريه” على خط المأساة الإنسانية، الناجمة عن حرب التجويع والمرض والقتل الشنيع للمدنيين في غزة.
يُشار إلى أن المتلازمة تعني وفقا لاختصاصيين “مجموعة من العلامات والأعراض التي تظهر معا في آن واحد، وتشير إلى حالة معينة أو مرض أو إضطراب نفسي “.
وأفادت الأمم المتحدة أن متلازمة غيلان باريه (GBS) هي مرض عصبي ومناعي يصيب الجهاز العصبي، ويسبب شللا عضليا تدريجيا.
وأشارت إلى أن هذا المرض المناعي النادر، الذي يمكن أن يسبب ضعفا مفاجئا في العضلات وحتى الشلل، ليس معديا، وغالبا ما يُحفزه عدوى سابقة – فيروسية أو بكتيرية – تعطل جهاز المناعة، و في معظم الحالات، يتعافى المرضى تماما في غضون بضعة أسابيع.
لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه حتى في أفضل مرافق الرعاية الصحية، يموت ما بين ثلاثة وخمسة في المائة من المرضى بسبب مضاعفات المرض، مثل شلل عضلات الجهاز التنفسي، وتسمم الدم، والانسداد الرئوي، أو السكتة القلبية.
وذُكر أنه لم يُسجل سوى عدد قليل من الحالات سنويا، قبل اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023 .
وقال تقرير للأمم المتحدة إن السلطات الصحية في غزة أكدت حدوث ثلاث وفيات، حتى الآن ( 7 أغسطس 2025) بينهم طفلان، من أصل حوالي 64 حالة إصابة بمتلازمة غيلان باريه.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يحتاج 30% من مرضى “متلازمة غيلان باريه” إلى عناية مركزة، ولكن لا يوجد ما يكفي من الدواء اللازم لعلاجها، وهو الغلوبولين المناعي الوريدي.
وقالت الأمم المتحدة إن عمال الإغاثة التابعين لها في غزة أكدوا شح الغذاء في جميع أنحاء القطاع، وحذرت من أن المستشفيات توشك على الانهيار التام ،و تعمل فوق طاقتها القصوى مع التدفق اليومي للجرحى والإصابات الجماعية.
وشدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نقلا عن شركاء في مجال الصحة، على أن “المستشفيات غارقة في حوادث الإصابات الجماعية، بمعدل ثماني حوادث يوميا”.
وبشأن الأزمة الصحية في غزة ، أشار المكتب المعروف باسم( أوتشا) أن مرافق إعادة التأهيل المتخصصة تعاني أيضا من ضغوط هائلة في التعامل مع إصابات الرضوح المعقدة وحالات غيلان باريه.
وجدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة دعواته للسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، إذ لا يُسمح حاليا سوى بدخول كميات محدودة من الإغاثة.
وشددت سيندي ماكين المديرة التنفيذية للبرنامج في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي عدم إمكانية تجنب حدوث المجاعة التي تتكشف في غزة عن طريق إنزال المساعدات جوا.
وقالت إن”500 ألف شخص يتضورون جوعا اليوم، والطريقة الوحيدة لمساعدتهم هي إيصال الغذاء إليهم على نطاق واسع وعن طريق البر.. لا نملك ترف الانتظار.. غزة تعاني من نقص الغذاء والوقت”.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أن تدمير المستودع الطبي الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في هجوم على دير البلح أواخر الشهر الماضي لا يزال يؤثر سلبا على الرعاية الصحية المنقذة للحياة في غزة.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أعاق النقص الحاد في المضادات الحيوية علاج مرضى التهاب السحايا، الذين وصل عددهم الآن إلى المئات – وهو أعلى رقم يُسجل منذ بداية التصعيد.
وقد جرى تطبيق إجراءات عزل، بما في ذلك فصل القسم الخارجي في مستشفى الخير عن مجمع ناصر الطبي، وإنشاء خيام عزل في مستشفى الأقصى لمعالجة الحالات المشتبه بها بأمان.