أخبار وتقاريرالسودان

ما هي أبرز رسائل حميدتي في خطابه الأول بعد السيطرة على الفاشر؟

ماذا قال عن وحدة السودان ومفاوضات أميركا ودور الجيش و" الكيزان" و رسالته للعالم و" التجاوزات" في الفاشر ومتى  التحقيق في اغتيالات بارا؟

محمد المكي أحمد:

في أول خطاب وجّهه للسودانيين ودول الإقليم والعالم بعدما سيطرت قواته على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أرسل قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو وهو “رئيس المجلس الرئاسي” لحكومة ” تأسيس”  التي تتخذ من نيالا مقراً لها، رسائل عدة للسودانيين ودول الإقليم والعالم.

وجاءت هذه الرسائل في أعقاب انتقادات اقليمية ودولية شديدة  لانتهاكات ارتكبتها قواته ضد مدنيين في الفاشر، وفقاً لتقارير منظمات دولية ومراقبين.

رسالة عن “تجاوزات” ضد مدنيين

ووجّه أهم رسائله،  إذ أقر  بـ” تجاوزات” حدثت في الفاشر أثناء دخول قواته وسيطرتها على عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقال “نعلن  عن تشكيل لجنة تحقيق” ، مشيراً إلى أن “لجاننا القانونية وصلت للفاشر”و”ستعمل فوراً لمحاسبة أي جندي او ضابط ارتكب جُرماً  أو تجاوز حدوده، وأن يتم القبض وإعلان نتيجة التحقيق”.

وجاء  خطابه الذي  وجّهه اليوم 29 أكتوبر 2025 للسودانيين ودول الإقليم والعالم غداة خطاب  أدلى به  قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وهو ” رئيس مجلس السيادة” الذي يتخذ من بورتسودان مقراً له، وكان  أقر بسيطرة الدعم السريع على الفاشر، مشيراً إلى” انسحاب” الجيش ليحافظ على المدنيين والمدينة،

معلوم أنه يوجد رئيسان وحكومتان في السودان حاليا ، في بورتسودان ونيالا .

وأعلن حميدتي في خطابه، السماح الفوري، بعودة  كل المدنيين للفاشر من دون عوائق، ووجه “باطلاق سراح  أي مدني تم احتجازه بطريقة غير قانونية فوراّ”.،

دعوة لإطلاق محتجزين

 وقال إن على وزير الداخلية ( في حكومة تأسيس في نيالا) وجهات الاختصاص إطلاق سراح  أي مدنيين محتجزين في أي مكان إذا كان هناك محتجزون.

 وفي حين طلب من مواطني الفاشر الذين خرجوا من المدينة  العودة إليها، استدرك وجود ألغام في المدينة  وعوائق كثيرة مشيراً إلى أن فرق مهندسين  ستعمل على نزع الألغام.

 وأشار إلى احتمال دعوة مؤسسسات (أجنبية) للمساعدة في نزع الألغام ، مشدداً على ضرورة عودة المدنيين الموجودين في اماكن قريبة من  الفاشر فور إزالة العوائق، وقال ” نأسف لما حدث لكم ، هذه الكارثة ( الحرب) فُرضت علينا”.

وتابع: ” طوينا مرحلة الحرب، الآن مرحلة السلام، نحن لا نريد الحرب، نريد السلام ، وأشاد بأهل الفاشر” أهل الكرم والجود والفزعة” وقال ” سنقف مع الفاشر لتعود إلى سيرتها الأولى”.

وفدا الدعم السريع والجيش في مفاوضات أميركا

وللمرة الأولى أكد أن وفداً يمثل الدعم السريع ، وآخر يمثل  الجيش شاركا في مفاوضات جرت في أميركا، وقال ” فليفهم الشعب ، التفاوض كان سرياً، ولأن المفاوضات  كانت سرية التزمنا ،  وأكد :”مشينا   للمفاوضات ، دعم سريع، وما يسمى الجيش”.

وخاطب من وصفهم بـ ” الكيزان” أي ” الإخوان المسلمين ” في السودان، وقال  لهم “اخترتم الحرب، ودمرتم البلد ،  بسبب رفضكم  الإتفاق الإطاري”.

يُذكر أن “الإتفاق الإطاري” طرحته قوى سياسية في مرحلة حكم  إنتقالية، قبل سنوات، وبحثته مع القيادة العسكرية  (البرهان وحميدتي)  للاتفاق على  ما رأت أنه يُشكل  أسساً ومرتكزات ضرورية لاستكمال فترة الحكم الانتقالي،  على طريق الوصول لانتخابات عامة .

 لكن قادة وعناصر في النظام السابق ( نظام عمر البشير)   مع حلفائهم في الجيش وبعض الحركات المسلحة وآخرين رفضوا الاتفاق الإطاري وأشعلوا الأجواء تمهيدا لانقلاب عسكري ، وقاد البرهان انقلاباً  على شركائه في الحكم من المدنيين ، بدعم من  قادة وعناصر في ” الحركة الإسلامية و نظام عمر البشير ، وسقطت الحكومة المدنية الانتقالية، ثم انفجرت الحرب الحالية  في إطار صراع محموم على السلطة ولاستكمال السيطرة على الحكم.

وحذر  حميدتي  بقوله : ” أقول لهم ( يقصد الإخوان المسلمين وحلفاءهم وهم رافضو الاتفاق الإطاري) ” الجاييكم ( ما سيأتي)  أكثر من الإتفاق الإطاري”.

وشدد “نحن نريد تحولا ديمقراطيا حقيقيا وحكومة مدنية كاملة الدسم، وتأسيس جيش جديد، لا شئ إسمه إصلاح الجيش ،  كي لا نتعرض للغش ( لخدعة) مرة أخرى”.

رسالة حميدتي للشعب

ووجه رسالة للشعب بقوله “نقول للشعب السوداني لحُمتك ( التماسك والأصطفاف) سترجع  طالما توفرت لدينا الإرادة والصدق، أننا نريد نهضة بلدنا وستنهض، نريد سودان العدالة وسودان الديمقراطية الحقيقية”.

دور الجيش والشرطة

وعن تصوره لدور الجيش ، قال إن “الجيش سيتبع ( يخضع) للرئيس المدني ، الجيش ليس حامياً للدستور ، هو يحمي حدود الوطن ، والشعب هو الذي يحمي دستوره”.

وبشأن دور الشرطة الفيدرالية قال إنها مسؤولة عن تأمين الفاشر، وشدد على أن ” الشرطة فقط مسؤولة عن تأمين المدينة”.

رسالة للشباب 

وخص الشباب برسالة ، إذ قال ” للشباب من الجنسين استعدوا،  سنعمر الفاشر، والمستشفيات، ونعيد خدمات المياه والكهرباء ونأتي بالدواء ، وقال في هذا الإطار نأمل أن نجد استجابة من المنظمات ( الإقليمية والدولية).

متمسكون بوحدة السودان سلماً أو حرباً

وبشأن وحدة السودان ، قال إن  الحديث عن الانقسام ( تفتيت وحدة السودان) صدر عن ”  غرف الكيزان والمخابرات للتـأثير على الرأي العام، ” وشدد على تمسكه ” سلماً أو حرباً بوحدة السودان” ، وأضاف ” هذه مبادؤنا وأن “من يدعو لانفصال دارفور أو كردفان أو الشمال أو السودان  هو زول ( إنسان) لم يقرأ المشهد بشكل صحيح” وقال :” لن نفرط في شبر ( من أرض السودان) ولن تقبل أي نقاش يهدف لتفتيت السودان”، وأضاف: ” هم عايزين الحكم ( الكيزان ورموز النظام السابق الذي أطاحته ثورة شعبية)”.

ما هي رسالته للعالم؟

ووجّه رسلة للعالم ، و قال ” نحن نقاتل جماعات إرهابية مدعومة من دول راعية للإرهاب” مشيراً إلى أثرهم  ( خطرهم) على العالم ، وخصوصا( دول) الإقليم.

وقال: ” نحن نقاتل دواعش، نقاتل الحركة الشيطانية” في إشارة إلى ” الحركة الإسلامية” في السودان.

دعوة لمنظمات الإغاثة

ودعا المؤسسات الإغاثية  الإقليمية والدولية إلى إغاثة الفاشر ودارفور وكردفان ، وأضاف ” هذا طلبنا ونأمل أن يجد الاستجابة”.

إشادة بسكان بارا ولم يشكل لجنة تحقيق

وكان لافتاً أن حميدتي أشاد بسكان مدينة بارا في ولاية شمال كردفان ، مشيراً إلى ما وصفه بـ ” الخروج العفوي” للجماهير لتحية  قواته  ، بعدما استعادت المدينة من الجيش.

 وأعتبر هذا الخروج التلقائي ” في بارا والفاشر ” استفتاء”  يصب في مجرى دعم قوات ” الدعم السريع”، ونوّه بـ” بارا العريقة” و ” أبطال بارا”  و” بارا المدرسة”ورأى أن ما ” ما تم في بارا ( أمر) نوعي واحترافي ” وقال ” لسنا سعداء بالحرب والقتال لكن خروج المواطنين العفوي في بارا عقب دخول قواتنا  يعتبر استفتاء” .

تحقيق بارا متى؟

يُشار إلى أن عددا من أبناء بارا قُتلوا ، فور استعادة الدعم السريع المدينة من الجيش ، وفقا لتأكيدات ذويهم وأصدقائهم ، ووصفت أوساط في المدينة ما جرى  في بارا من  عمليات تصفية جسدية  نفذتها قوات الدعم السريع ضد مواطنين في بارا  بـ ” المجزرة”.

 ولوحظ أن قائد الدعم السريع لم يوجًه  في خطابه باجراء تحقيق في هذا الشأن، و اكتفى  بالاعلان عن تشكيل  لجنة تحقيق بشأن ” تجاوزات”  الفاشر.

يذكر أن البرهان تجاهل أيضا ما جرى في بارا في خطابه الذي ألقاه بعدما استعاد  الدعم السريع السيطرة على بارا ثم سيطر على  الفاشر ، وقد تحولت بارا  الى ساحة معارك بين الجانبين، و اضطرّ عدد كبير من سكانها الى مغادرتها وتشردوا في مناطق عدة  بسبب أجواء الرعب واقتحام البيوت.

وكان  حميدتي استهل خطابه بتوجيه التحية للشعب السوداني، وللشهداء والجرحى والمفقودين وأسرهم ، وأكد ” أننا ملتزمون برعاية أسر الشهداء ” و أشاد بـ ” الأشاوس” ويعني ضباط وجنود قوات الدعم السريع.

وقال لجنود الدعم السريع الذين  سيطروا على الفاشر ” نقول لكم ياأسود وأبطال علمتموهم فنون القتال” ، وأعتبر أن ” الفاشر كانت كارثة على أهل السودان، وخصوصاً على دارفور” ، وقال إنها ” ستكون الآن برداً وسلاماً عليهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *