لندن – ( إطلالة)
انتقد تقرير أصدره مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الانتهاكات التي شهدتها الفاشر في دارفور ، وبارا في شمال كردفان، وجاء في التقرير أن قوات الدعم السريع ارتكبت ” فظائع” في بارا، كما أدانت بريطانيا الانتهاكات في الفاشر.
وندد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بما وصفه بـ” إعدامات وانتهاكات خطيرة في الفاشر وبارا” وقال إن قوات الدعم السريع ارتكبتها في المدينتين.
وأكدت بريطانيا أنها ستعمل مع الشركاء الدوليين، بمن فيهم المجموعة الرباعية، للحث على وقف إطلاق النار فورا واتباع سبيل يفضي إلى السلام.
ورأت وزيرة الخارجية البريطانية ، إيفيت كوبر، في بيان تلقى موقع ( إطلالة) نسخة منه “إن تقدم قوات الرد السريع في الفاشر له تداعيات مروعة ومدمرة على المدنيين، حيث أن مئات الآلاف محاصرون في المدينة، ويواجه الكثيرون منهم التهجير القسري والعنف العشوائي”
وأضافت إن التبعات الإنسانية كارثية. ويجب أن يتمكن المدنيون من المغادرة بأمان، والحصول على مساعدات منقذة للحياة بلا عقبات.
رأي لندن بشأن الانتهاكات
وقالت لندن : إننا نشهد نمطا مقلقا للغاية من الانتهاكات في الفاشر – بما في ذلك القتل والتعذيب والعنف الجنسي الممنهج، وتتعرض النساء والفتيات لانتهاكات مروعة للغاية، كاستخدام العنف الجنسي والاغتصاب كسلاح حرب، ومعاناتهن لا يجوز تجاهلها.
وأضافت : التزم كل من قوات الدعم السريع والجيش السوداني علنا بحماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات امتثالا للقانون الدولي الإنسانين و هذه الالتزامات يجب الآن ترجمتها إلى فعل فوري ملموس، ويجب إصدار أوامر للقوات الموجودة على الأرض لضمان سلامة المدنيين وموظفي الإغاثة والعمليات الإنسانية.
وشددت الوزير البريطانية على أن “قيادة قوات الرد السريع ستكون مساءلة عن الأفعال التي ترتكبها قواتها”.
ودعت جميع الأطراف الى التعاون عاجلا مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية لإتاحة وصول المساعدات بأمان وسرعة وبلا عقبات، تماشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736. والاعتداءات على المدنيين، وموظفي الإغاثة، والبنية التحتية المدنية – بما فيها المستشفيات – يجب أن تتوقف الآن.
ورأت أن المساعدات البريطانية تُحدث فرقا على الأرض، وتشمل الوصول إلى من هم في أشد حاجة للمساعدة من خلال منظمات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق المساعدات الإنسانية للسودان.
وقالت: نحن نساهم بتقديم ما يربو على 120 مليون جنيه إسترليني من المساعدات للسودان، وذلك يشمل رصد مبلغ 5 ملايين إسترليني إضافي لاتحاد المساعدات النقدية المعني بالسودان، وأن حوالي ثلثي هذا الدعم مخصص لمن هم في أشد حاجة للمساعدة في شمال دارفور.
وتابعت: ” إن وضع نهاية للحرب في السودان يدعم الأمن في بلدنا، ويساعد في معالجة الهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة، وسوف تواصل المملكة المتحدة العمل مع الشركاء الدوليين، بمن فيهم المجموعة الرباعية، للحث على وقف إطلاق النار فورا واتباع سبيل يفضي إلى السلام.. المعاناة يجب أن تنتهي.”.
التقرير الأممي عن الفاشر وبارا
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه تلقى تقارير متعددة ومقلقة، تفيد بأن قوات الدعم السريع تنفذ فظائع، بعد سيطرتها على مدينة الفاشر المحاصرة في شمال دارفور ومدينة بارا بولاية شمال كردفان خلال الأيام الأخيرة.
عمليات إعدام في بارا
وأفاد مكتب حقوق الإنسان أنه تم الإبلاغ عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة لمدنيين على يد مقاتلي قوات الدعم السريع عقب سيطرتها على مدينة بارا بولاية شمال كردفان في 25 أكتوبر الجاري.وبحسب التقارير، واتُهم الضحايا بدعم القوات المسلحة السودانية. وتشير التقارير إلى مقتل عشرات المدنيين.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك:” يجب على قوات الدعم السريع أن تتخذ بشكل عاجل خطوات ملموسة لوقف ومنع الانتهاكات ضد المدنيين في كل من الفاشر وبارا، بما في ذلك العنف ذو الدوافع القبلية والهجمات الانتقامية”.
دعوة لحماية المدنيين
وذَكّر تورك قادة قوات الدعم السريع بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني لضمان حماية المدنيين ومرور الإمدادات الأساسية والمساعدات الإنسانية – والتي قال إن قوات الدعم السريع التزمت علنا بتنفيذها قبل أيام قليلة فقط.
وأكد المفوض السامي أن القانون الدولي الإنساني يحظر العنف ضد الأفراد الذين لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية. كما يُحظر أيضا استخدام التجويع كسلاح حرب بشكل صارم.
وجدد تورك دعوته للدول الأعضاء ذات النفوذ للتحرك بشكل عاجل لمنع ارتكاب فظائع واسعة النطاق من قبل قوات الدعم السريع والمقاتلين المتحالفين معها، ولتكثيف الضغط لإنهاء هذا الصراع الذي لا يطاق.
وقال إن ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل جميع أطراف النزاع أمر بالغ الأهمية لضمان عدم تكرار دورات جديدة من الانتهاكات والتجاوزات
أوضاع خطيرة في الفاشر
وقال فولكر تورك، إن التقارير الأولية تشير إلى وضع شديد الخطورة في الفاشر منذ أن أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني.
وحذر في بيان من تصاعد خطر وقوع مزيد من الانتهاكات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع القبلية في الفاشر يوما بعد يوم.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لضمان حماية المدنيين في الفاشر وتأمين ممر آمن لمن يحاولون الوصول إلى أماكن آمنة نسبيا.
غوتيرش يشجب التدخل الخارجي
وقال العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التقارير التي تشير إلى أن قوات الدعم السريع قد سيطرت على الفاشر، تمثل “تصعيدا مروعا” للنزاع، ورأى أن الوقت قد حان لكي يتحدث المجتمع الدولي بوضوح مع كافة الدول التي تتدخل في الحرب وتقدم الأسلحة للأطراف المتحاربة، وحثها على التوقف.
وأضاف أن المشكلة ليست فقط في القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولكن أيضا في التدخل الخارجي المتزايد الذي يقوض آفاق التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإيجاد حل سياسي.
دوافع قبلية لعمليات القتل
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه تلقى تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة للمدنيين الذين يحاولون الفرار، مع مؤشرات على وجود دوافع قبلية لعمليات القتل، وكذلك قتل أشخاص لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية.
وقال إن مقاطع فيديو متعددة ومقلقة – تلقاها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أظهرت عشرات الرجال العزل يتعرضون لإطلاق نار أو جثثهم على الأرض، محاطين بمقاتلي قوات الدعم السريع الذين يتهمونهم بأنهم مقاتلون تابعون للقوات المسلحة السودانية.
وقال إن تقارير أفادت باحتجاز مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الفرار، من بينهم صحافي، وبالنظر إلى الوقائع السابقة في شمال دارفور، فإن احتمالية وقوع عنف جنسي ضد النساء والفتيات بشكل خاص عالية للغاية.
وقال مكتب حقوق الإنسان أنه تلقى أيضا تقارير عن وقوع العديد من الوفيات بين المدنيين، بمن فيهم متطوعون إنسانيون محليون، نتيجة للقصف المدفعي الثقيل في الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر. ويصعب تقدير عدد الضحايا المدنيين في هذه المرحلة، نظرا لانقطاع الاتصالات والعدد الكبير من الأشخاص الفارين.
عمليات إعدام باجراءات موجزة
وفي ظل النقص الحاد في الغذاء والأسعار الباهظة، تلقى مكتب حقوق الإنسان أيضا تقارير مقلقة عن إعدام خمسة رجال بإجراءات موجزة من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع لمحاولتهم إدخال إمدادات غذائية إلى المدينة، التي كانت تخضع لحصارها منذ 18 شهرا.
دعوة لمرور آمن للفارين
وجددت الأمم المتحدة الدعوة لقوات الدعم السريع للسماح للمدنيين الفارين من الفاشر بالمرور الآمن، خاصة مع اشتداد القتال على مدار الـ 24 ساعة الماضية.
ودعت المنظمة قوات الدعم السريع إلى إظهار الاحترام للقانون الدولي الإنساني والسماح لهؤلاء الأشخاص بالمغادرة، أو السماح للأمم المتحدة بدخول المدينة المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم.
مأساة الفارين من الحرب
وفي حديثها عبر الفيديو للصحافيين في نيويورك، قالت دينيس براون منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسقة المقيمة في السودان إن الفارين من الفاشر معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة أو القتل، مشيرة إلى وصول 200 شخص في شاحنات إلى أطراف منطقة طويلة التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن الفاشر.
وقالت إن الآلاف لا يزالون في الفاشر ويواصلون محاولة الفرار، لكن الطرق التي يسلكونها غير آمنة، ويصل الناس في حالة صعبة وسيئة للغاية.
وتابعت قائلة: “في كثير من الأحيان، يواجه المدنيون الفارون على طول الطريق الاحتجاز طلبا للفدية، حيث تسيطر الميليشيات على جزء من الطريق.
معاناة من الجفاف وسوء التغذية
وأضافت أنه بالنسبة للمدنيين الذين وصلوا يوم الأحد واستقبلتهم المنظمات غير الحكومية كانوا يعانون من الجفاف وسوء التغذية، وبعضهم مصاب بجراح، والجميع مصدوم”.
وتطرقت براون إلى التقارير التي أوردها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة لرجال ومدنيين عزل في الفاشر.
وقالت المنسقة الأممية إن الأمم المتحدة تجري حوارا مع كافة الأطراف الفاعلة في هذه الحرب، “لكن الأطراف لم تضمن لنا المرور الآمن. وكما قلت مؤخؤا، قُتل أكثر من 128 عاملا إنسانيا منذ بدء الحرب في أبريل 2023.. نحن نطالب بهذه الضمانات للمرور الآمن”.
وقالت دينيس براون إن المجتمع الإنساني يبذل قصارى جهده لمنع استهداف المدنيين، مشيرة إلى التقارير عن مقتل متطوعين إنسانيين في الفاشر، الذي قالت إنهم يشكلون “العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في أصعب المناطق، وهم أيضا محميون بموجب القانون الدولي الإنساني”.
استخدام التجويع كسلاح حرب
ونبهت المسؤولة الأممية إلى أن “حصار المساعدة الإنسانية والغذاء على وجه الخصوص هو بمثابة استخدام التجويع كسلاح حرب. لذا، فهو وضع بشع في الأساس، ويخاطر الناس بعبور طريق خطير للغاية لأننا لا نحصل على ضمانات المرور الآمن”.
قلق بشأن الوضع في بارا
كما أبدت براون قلقا بالغا إزاء القتال في كردفان، ولا سيما الوضع في بارا، وقالت: “نأمل أن يكون لدينا بعض الأخبار الجيدة في الأيام المقبلة بشأن قافلة إنسانية كبيرة للأمم المتحدة تتجه في ذلك الاتجاه”.
وبشأن كمية المساعدات التي يمكن للأمم المتحدة إدخالها إلى الفاشر في حال السماح لها بدخول المدينة، قالت دينيس براون:نحن جاهزون. لدينا 42 شاحنة في وضع الاستعداد، محملة بالإمدادات الإنسانية الأساسية بما في ذلك الغذاء والأدوية وحقائب النظافة الشخصية ومواد الإيواء، وذلك منذ يوليو الماضي”

